الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرجع مجتهدة كما كنت في الماضي، لأحقق النجاح في دراستي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أدرس في المرحلة الأخيرة من الثانوية، وهي سنة مصيرية، وفي كل من المرحلة المتوسطة والابتدائية كنت مجتهدةً، ودائماً أتحصل على علامات عالية، ولم أعانِ من الدراسة بتاتاً، لكن الآن أعيد هذه السنة للمرة الثانية؛ لأني رسبت العام الماضي، وسبب رسوبي أني أهملت دروسي، ولم ألق بالًا لها، وكنت دائماً أحس بشعور سيء جداً عند الجلوس للدراسة، فأتوقف فوراً!

عند رسوبي آنذاك؛ وعدت نفسي بأني سأنجح العام القادم -أي هذا العام-، لكن الآن تبقى أسبوع على اختباراتي المصيرية، وكنت أماطل وأسوّف، ودائماً أترك العمل للغد، حتى جاء اليوم وأنا لم أدرس إلا قليلاً، وكلما أدرس أحس بالملل والخمول والضعف، وأترك الدراسة بعد دقائق من البدء.

مع العلم أني تارة محافظة على صلاتي ومتقربة من الله، وتارة أخرى مهملة وأؤخر صلاتي، مع أني في كل مرة أجدد توبتي لله، ودائماً أظل أدعوه أن يوفقني لأبلغ حلمي.

سؤالي: ما الحل كي أدرس جيداً مثل الماضي وأنال علامات جيدة؟ وما سبب فشلي المستمر؟ ما الذي علي فعله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي العزيزة: من الواضح أنك تعانين من ضغوط نفسية كبيرة تتعلق بالدراسة والامتحانات، وهذه الحالة شائعة بين الكثير من الطلاب، ولكن دعينا نحلل الوضع، ونحاول الوصول إلى بعض الحلول الممكنة:

أسباب المشكلة:
- الضغط النفسي والتوتر، فقد يكونان السبب الرئيسي لشعورك بالملل والخمول عند الدراسة.
- عدم القدرة على تنظيم وقتك، قد يؤدي إلى تأجيل الدراسة والشعور بالإحباط.
- ربما تكونين قد فقدت الحافز الذي كان لديك في المراحل الدراسية السابقة؛ مما يجعلك تشعرين بالملل وعدم الرغبة في الدراسة.

خطوات للتغلب على المشكلة:
- قسمي وقتك إلى فترات زمنية قصيرة، مع فواصل بين كل فترة وأخرى، استخدمي تقنية "بومودورو" (25 دقيقة دراسة و5 دقائق راحة).
- مارسي التمارين الرياضية الخفيفة، أو التأمل؛ لتحسين حالتك النفسية وتقليل التوتر.
- حددي أهدافًا صغيرة ويومية للدراسة، واحتفلي بإنجاز كل هدف على حدة؛ لتعزيز شعور الإنجاز.
- الصلاة في وقتها، تساعد على تنظيم الوقت، وتعطيك شعورًا بالراحة النفسية والقرب من الله، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) سورة النساء، الآية 103.
- لا تنسي الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، فهو المستعان، قال الله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) (سورة البقرة، الآية 186).
- استغفري الله دائماً، وجددي نيتك بأن تكون دراستك عبادة وتقرباً إلى الله.
- اختاري مكانًا هادئًا ومريحًا للدراسة، بعيدًا عن المشتتات.
- استخدمي مصادر متنوعة، مثل: الفيديوهات التعليمية، والكتب الرقمية، لتغيير الروتين وكسر الملل.
- قومي بوضع جدول زمني مفصل للأسبوع المتبقي، وقسمي المواد الدراسية حسب الأولوية والصعوبة.
- ابدئي بجلسات دراسية قصيرة (25 دقيقة) مع استراحات قصيرة، وزيدي المدة تدريجياً.
- قومي ببعض التمارين الرياضية الخفيفة قبل الدراسة؛ لتجديد النشاط.

تذكري أن النجاح يأتي من التخطيط الجيد، والعمل الجاد، والتوكل على الله، لا تستسلمي للإحباط، واعملي بجد لتحقيق أهدافك.

وفقك الله وسدد خطاك، وحقق لك أمانيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً