الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تريد أن تمكث عند أهلها لفترة غير محدودة!!

السؤال

السلام عليكم

أستفسر منكم بخصوص تعاملي مع زوجتي -أكرمها الله-، لأن بيننا خلافًا حادًا.

قبل الزواج، اتفقنا أنا وهي على طبيعة حياتنا الزوجية؛ حيث إني مغترب عن المنزل، وأعود إليه كل أسبوع ليومين أو ثلاثة، واتفقنا على أن تزور أهلها كل أسبوعين لمدة يومين أو ثلاثة، حسب ظروف البيت.

بعد الزواج وفي البداية، سارت الأمور على هذا الاتفاق، ولكن بعد فترة قصيرة بدأت تملّ، وبدأت تذهب إلى أهلها غضباء، وتخرج من البيت دون إذني، بل كانت تريد أن تقيم عند أهلها دائمًا، وألا تعود إلى بيتي إلا عندما أكون موجودًا، علماً بأنها ليست وحدها في المنزل، بل تعيش مع والديَّ، كما أنها من قرية مجاورة، وليست بعيدة تمامًا.

في خضم هذه الخلافات قد أكون أخطأتُ في حقها، وقد تكون أخطأت في حقي، لكن هذا ليس الأهم الآن.

قررنا أن نؤجل الإنجاب لفترة حتى تستقر حياتنا، وفعلاً استمررنا نحو 6 أشهر دون إنجاب، وبعد ذلك، اتفقنا على أن نبدأ التفكير في الإنجاب، وحملت بحمد الله.

المشكلة الآن أني وضعتُ شرطًا أن لا تذهب إلى أهلها إلا بإذني وبرضاي، ومع ذلك لم أمنعها عن أهلها أبدًا، وهي أخبرتني أنها تريد أن تمكث عند أهلها لفترة غير محددة، وقالت إن نفسيتها غير مرتاحة، وقد تبقى شهرين دون العودة!

كما قررت أن تلد عند أهلها حتى تكون بجانب والدتها، فقلت لها: "إذا كنتِ بحاجة إلى رعاية، يمكنني ترك عملي والبقاء بجانبك" لكنها رفضت، وقالت: "اترك الأمر لوقته."

الآن، هي عند أهلها منذ أسبوع، وعندما أحاول التحدث معها لتوضيح الأسباب، تردّ عليَّ: "لا يوجد سبب، فقط نفسيتي تعبانة" كيف أتعامل مع هذا الوضع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك، وأن يُؤلِّف القلوب، وأن يغفر الزلّات والذنوب، وأن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.

واضح من السؤال أنه بينكما تفاهم، ونتمنّى أن يستمرّ هذا التفاهم بينكما، ونفضّل دائمًا إدارة الحوارات المباشرة معها، ومن الواضح أنك تأخذ معلومات عن طريق التواصل، ولذلك لا تستطيع أن تذكر لك الأسباب، فأرجو أن يكون الحوار هادئًا عندما تكون معها.

نتمنّى أيضًا ألَّا تكون هناك حساسية في وجودها في بيت أهلها، أو في بيت والديك، ونسأل الله أن يُؤلّف القلوب، وأن يُعيننا جميعًا على الخير.

نحب أن نؤكد أن مسألة الحمل لها انعكاسات ولها ظروف قد تكون خاصّة، ويبدو أن كثيراً من الأسر والناس من عاداتهم أن المرأة -خاصةً عندما تُنجب طفلها الأول، أو عندما تُنجب عمومًا- تكون دائمًا عند والدتها، ونتمنّى أن يكون هذا أيضًا وُضع في الاعتبار، فإذا كان هذا من عادة الناس فاحترام عادات الناس وما نشأوا عليه من الأمور الأساسية؛ لأن المصادمة ورفض ذلك يُعتبر سباحة ضد التيّار، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

أيضًا نتمنّى ألَّا تأخذ هذه الأمور أكبر من حجمها، وكذلك نتمنّى أن يكون همُّك أيضًا إرضاء والديك وعمل ما فيه طاعة لله -تبارك وتعالى-، ونتمنّى أيضًا أن تتحسّن ظروف العمل، ليكون الحضور في البيت معهم أكثر من هذا، خاصةً وأنتم تستقبلون مولودًا جديدًا، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال.

نحب أن نؤكد أن هذا الذي يحدث من المشكلات الطبيعية، فنتمنّى ألَّا تأخذ الخلافات أكبر من حجمها، وإذا كان هناك مجال من أجل أن تتواصل هذه الزوجة مع هذا الموقع وتعرض ما عندها ومعاناتها ووجهة نظرها؛ حتى تستمع التوجيهات أيضًا من طرفٍ مختص ومُحايد، فنحن نرحب بكم في موقعكم جميعًا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم الألفة.

استمر في الحوار الهادئ، الذي لا تكون له انعكاسات، ولا تتأثّروا بما يُقال هنا وهناك، واجعلوا همّكم وأمركم بينكم، همّكم أن تكون هذه المرحلة فيها استقرار، حتى لا يتأثر الجنين بالتوترات والمشكلات، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً