السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مشكلتي كبيرة مع والدي، حيث أكرهه كرهًا شديدًا، فهو ضالٌّ إلى درجة كبيرة. يعمل في الموسيقى، وهو على حد علمي حرام، دائمًا ما يهين أمي إهانة شديدة، ودائمًا ما يضربها لأسباب تافهة، لو علمتها لما صدقت أنه يفعل ذلك، ولكنها تسكت لأجلنا أنا وإخوتي، وإني لأشفق عليها.
ولم ينتهِ الأمر إلى ذلك، بل يضربني أنا وأخي الأصغر مني وأختي التي في سن العاشرة، حيث أنا في سن السابعة عشرة، وإني أكاد أجزم -ولا أقصد شيئًا بهذا- أن أخلاقنا ليست بالسيئة، وأرى أننا لا نستحق الضرب على ذلك. فمثلًا: عندما كنت صغيرًا، إذا تعثرت كنت أُضرَب بدلًا من أن يرى ما بي، وإذا أخطأت عن غير عمد أيضًا! ويشهد الله أني ما أخطأت بشكل كبير إلا قليلًا.
وهو متحكم بنا لدرجة كبيرة، فلا يجعلني أخرج مع أصدقائي، وإن فعلت يقوم بالاتصال بي كل فترة فيفسد عليّ وقتي بتهديده لي إن لم أعد، وأكون بصعوبة قد مشيت، حتى صلاة الفجر يمنعني من النزول للصلاة لأنه نائم.
واكتشفت منذ فترة ليست كبيرة أنه يتواصل مع أصدقاء أجانب غير مسلمين، وأغلبهم فتيات، ومحتوى الكلام غير لائق، وقد شارف على الزنا، ولا يصلي إلا الجمعة، وإذا أفطر في رمضان لسبب ما لا يصوم ما فاته، وتوقف عن الزكاة.
وقام -والعياذ بالله- بالتطاول على نبينا بشكل غير مباشر، وإذا اعترضت يقوم بضربي، وأشك -ولكن لا أستطيع الحكم فالله وحده من يعلم- أنه ارتد عن الإسلام، دعوت الله كثيرًا له بالهداية ولكنه يضل يومًا عن الآخر.
والآن أنا بمرحلة أني لا أطيق النظر في وجهه ولا حتى محادثته، وأحاول قدر المستطاع ألا أعصي الله وأعقه، ولكني الآن أشعر بأني سأنفجر من الكبت الذي بداخلي.
لا أعلم إن كانت أمواله الحرام تؤثر فينا، ولا أعلم هل أُحاسَب على كرهي له، ولا أعلم كيف أُعين أمي مما هي فيه.
أشعر بأني تائه وسط كل هذا، وأن الحمل يزيد على عاتقي، وخصوصًا أني في الثانوية العامة وهي تحديد لمصيري الدراسي، وتبقى القليل جدًا على امتحاناتي، وما يحدث يؤثر في مستواي الدراسي، مع العلم أني -والحمد لله- أفهم جيدًا وأُعتبر من المتفوقين.
أعلم أني أطلت، ولكن أرجوكم أريد جوابًا لكل هذا، لعلكم تكونون سببًا في إنقاذي وأهلي مما أنا فيه، فإني -وأعوذ بالله من هذا- أفكر في الانتحار.
أفيدوني جزاكم الله خيرًا.