الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي ذات خلق لكننا على خلاف منذ الأشهر الأولى للزواج!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج وعندي اثنان من الأبناء، زوجتي على خلق وبنت ناس، وأنا و-لله الحمد- كذلك، ولكن بيننا خلافات من الأشهر الأولى، وحتى الآن، وبعد ثلاثة عشر عاما أوقات كثيرة أتغافل، لأنها وبعد هذه المدة لا تستطيع أن ترضيني أو أن تفهمني، وإن لم أبادر بالصلح من الممكن أن نظل في حالة من النكد لمدة شهر.

بالنسبة لها الأمر طبيعي؛ لأنها امرأة قوية المشاعر وأنا كذلك وأشد، ولكني أخشى على أولادي من هدم البيت.

كل ذلك أستطيع أن أتعامل معه، ولكن السبب الحقيقي للسؤال هو أني أخطئ وأقع في زلات ليست كثيرة، ولكنها أخطاء كبيرة، بمعنى تراني أشاهد كذا من الحرام، وأتكلم معها في شيء وأكتشف بعد ذلك أنه حرام، لكني و-لله الحمد- لم أزنِ ولم أسرق.

هي لا تتكلم معي بعد كل موقف صحيح، ولكنها لا ترحم لحظة ضعفي وانكساري أمام نفسي، وأنا رجل أحترم نفسي جداً، ولكني إنسان أشعر بأن الاستمرار معها على هذا النحو سيدمر ما تبقى مني، خصوصاً أني تبدلت منذ زواجي منها بشهادة كل الناس من حولي، وأصبح عندي اكتئاب وتوتر، والحمد لله.

هل الطلاق في هذه الحالة واجب، رحمة بنفسي، أم الاستمرار إلى أن يشاء الله أمراً كان مفعولاً؟

ملحوظة: الحمد لله، أنعم علي بالصلاة والالتزام قدر استطاعتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك بزوجتك وأولادك، إنه جواد كريم.

في مثل حالتك لا نقول أبداً إن الطلاق هو الحل، لعدة أسباب:

1- كلاكما على دين وخلق.
2- المشتركات بينكما قائمة.
3- عندكما أبناء.
5- لم تفعل الزوجة ما يستوجب الطلاق، فهي متدينة ومحافظة على عرضها وبيتها.

إذاً الطلاق ليس الحل، ولا ينبغي أن يطرح على تفكيرك مجرد طرح الفكرة، فالطلاق هذا مؤذن بخراب البيت؛ لأن الشيطان المتربص بكما حتماً سيدعم هذا التوجه للطلاق، وسيظل يضخم من سلبياتها في عينيك كما سيضخم أخطاءك أمامها، وهذا ديدنه مع كل بيت مستقر أو شبه مستقر.

لذا ننصحك بما يلي:

1- طرد فكرة الطلاق والانفصال تماماً من تفكيرك.
2- تعظيم كل الصفات الإيجابية التي تتمتع بها زوجتك.
3- ضرورة فتح باب للحوار بينكما، على أن يكون إيجابياً، وننصحك بما يلي:

- أخبرها عن حبك في الحديث معها في كل حياتكما.
- ابدأ التواصل بالثناء عليها، واذكر إيجابياتها.
- اطلب منها أن تكتب كل سلبياتك، لأنك تريد تغيير تلك السلبيات.
- لا تعترض على أي شيء تكتبه زوجتك، لأنه من المهم أن تفهم كيف أنت في عينها.
- انظر بهدوء إلى كل ما ذكرته لك، فما كان صحيحاً اجتهد في تصحيحه، وما كان ادعاءً تغافل الحديث عنه، وما كان ملتبساً اجتهد في إزالة الالتباس.
- بعد أن تتجاوز هذه المرحلة اطلب منها ما تريد، ولكن بمرحلية، فإذا كنت تريد عشرة أمور اطلب في كل أسبوع أمرًا، وتقدم للأمام ولو خطوة واحدة.
- تحصين البيت بالذكر، وخاصة قراءة سورة البقرة أو الاستماع إليها كل ليلة؛ فإن هذا حصن حصين من الشيطان.

أخي الكريم: لن يسلمك الشيطان لطريق الإصلاح، وسيحاول أن يظهر لك أن الطريق مغلق، وأن الإصلاح متعذر، وأن الوفاق مستحيل، كل هذا وهم وخداع الشيطان لك، فانتبه لكيده.

أمر آخر لا بد من التنبية عليه، وهو: لا توجد امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، والعاقل -أخي- من ينظر إلى امرأته بتلك العين التي تعظم الحسن وتتغافل عن الزلات.

بهذا تحفظ بيتك من الانهيار، نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً