السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابة في الرابعة والعشرين من عمري، أشعر بشيء غريب يحدث لعائلتي ولي، وقبل كل شيء الحمد لله رب العالمين على كل حال، فنحن عائلة نؤمن دائمًا بأن ما يأتي من الله هو خير.
لم نوفق أنا وإخوتي في حياتنا كثيرًا، رغم ما يقدمه والداي لنا من احتياجاتنا، ورغم شهادة الكثير من المعارف والأقارب بذكائنا وقوة شخصياتنا، ومع ذلك لم نوفق في الثانوية العامة ولا في الجامعات، وكأننا نكره الدراسة، حتى أننا قلما كنا نذهب إلى الدوام لكرهنا الشديد للدراسة، مع أننا لم نكن نخرج للتنزه، أو نذهب كباقي الطلاب للترفيه عن أنفسنا.
تخرجنا الآن بمعدلات في أدنى درجات النجاح، ولكننا لا نستطيع أن نجد وظائف حتى في محلات الملابس.
لدينا كره شديد للمنزل، نراه ضيقًا وكئيبًا، كانت الحالة المادية جيدة، والآن لم تجدد الشركة العقد مع والدي، فأصبحنا في حالة تقشف، تعرضنا لحادث سيارة ولم يصبنا أذى -الحمد لله- وتعطلت بعض الأجهزة الكهربائية في المنزل، وتكثر المشاكل والصراخ بيننا، وكأننا نكره بعضنا بعضًا.
الآن أتحدث عن نفسي، وأظن أن إخوتي في نفس الحال: أنا أحب الله وأؤمن به، وأحب أن أصلي وأتعبد، ولكن كلما قررت الالتزام، لا أستطيع، ولا حتى بالأذكار.
أستمعُ إلى الرقية الشرعية منذ ثلاثة أيام قبل النوم، وأحيانًا أرتاح لسماعها، وأحيانًا يضيق صدري.
والدي يكره أن نقول إننا مصابون بالحسد أو ما شابه، ظنًا منه أننا نلقي اللوم على هذه الأشياء، ولكنني لا أستطيع أن أفهم أن هذه الأشياء طبيعية!
شكرًا لكم، وجزاكم الله خيرًا، وأدعو الله أن يعطيكم حتى يرضيكم.