الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنكر على من يسيء للذات الإلهية؟

السؤال

أعرف شخصًا يسب الله تبارك وتعالى -حاشاه رب العالمين-، وذلك الشخص لا يصلي، ويسخر من شخص يعمل صالحًا، وينكر عليه، فكيف أتعامل معه؟ علمًا أني أبغضه لدرجة عظيمة، ولا أطيقه، وهذا الشخص قريب مني قرابة نسبية جدًا، فكيف أتصرف معه؟ ولا أرى الناس الذين حوله يهتمون لأمره، بل لا يبالون حسب ما أرى إلا قليلاً عندما يسب الله -حاشاه سبحانه وتعالى-، فكيف أتصرف معه؟

أريد الجواب من مفتٍ ومستشار بنفس الوقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، ونحن سعداء جدًّا بتواصلك مع الموقع، كما نحن سعداء أيضًا بما نراه في استشارتك من الغيرة على محارم الله سبحانه وتعالى، ودلائل الحب العظيم لله تبارك وتعالى، ونسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق.

لا شك -ابنتنا الكريمة- أن سبَّ الله سبحانه وتعالى كُفرٌ بالله، وخروج من دين الإسلام والعياذ بالله تعالى، وهذا ممَّا أجمع عليه علماء المسلمين، فإن السبّ ينفي تمام المنافاة لتعظيم الله تعالى، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ولئِن سألتهم ليقولُنَّ إنما كُنَّا نخوض ونلعب قلْ أبِاللهِ وآياته ورسوله كنتم تستهزءون، لا تعتذروا، قد كفرتم بعد إيمانكم}.

وواجبٌ شرعي عليك أن تُبغضي وتكرهي هذا الشخص كراهةً عظيمة لِمَا يفعله من هذا المنكر العظيم، فإن كراهة القلب درجة من درجات إنكار المنكر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن رأى منكم منكرًا فلْيُغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).

ولا يُكلِّفك الله تعالى إلَّا ما تقدرين عليه وما تستطيعينه، فالواجب عليك في إنكار هذا المنكر أن تنصحي هذا الإنسان، وتُذكّريه بالله تعالى وبعقابه، فهذا من الدعوة إلى الله تعالى، وينبغي أن يشهد الشهود عليه وهو يسبُّ الذات الإلهية لترفعوا أمره، أو لتطلبي من الكِبار من أهلك وممَّن حولك أن يقوموا بواجبهم الشرعي بردع هذا الرجل ونهيه عن هذا الكلام، وإلَّا أوصلوا أمره إلى الجهات الشرعية الحاكمة في المكان الذي أنتم فيه، وهم يتولون أمره، فهذا ما تستطيعين فعله معه.

نسأل الله تعالى أن يُسددك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً