الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نعاني مع أخواتي المراهقات..فكيف نتعامل معهن؟

السؤال

السلام عليكم

عندي أختان، وأبي وأمي تعبوا في تربيتهم تربية صالحة، وأشهد لهم بعدم التقصير، لا في تربيتي ولا في تربيتهم، لكن كانوا أشد حرصاً مع الأختين بحكم أنهم بنات، ويجب إقناعهم بأشياء كثيرة، مثل الحجاب وغيره.

تواجهني عدة مشاكل الآن مع الأختين، ولم أخبر بعضاً منها لأبي لأنه مريض، وإذا علم ربما يشتد عليه المرض، ولا يوجد أحد يعرفها سوى أنا وأمي.

المشاكل كالتالي:

1- الأختان أصبحتا يرتديان طرحة فقط -ليس بحجاب شرعي- وازداد الأمر سوءاً مع الأيام لمواكبة الموضة، وهما مقتنعتان أن الحجاب هكذا، ليس به أي مشاكل، أو أن الحجاب الذي نقصده أنا وأمي ليس فرضاً من الأساس.

2- كانتا تذهبان لحلقات تحفيظ القرآن، وأصبحتا تكرهان الذهاب وتتهربان دائماً، بحجة عدم محبة المكان، ولا الناس الموجودة فيه، وبأن المكان مليء بالحسد، والنفسيات السيئة، أخشى أن يكون هذا حجة لعدم حفظ القرآن، وليس الذهاب للمكان نفسه.

3- اكتشفت منذ عدة أيام أن الأخت الصغرى تكلم ولداً في نفس عمرها، وفيما يبدو أن الموضوع تطور لعلاقة حب، ولم أخبر غير أمي، وأوصيتها بعدم إخبار أبي، واجتهدنا في الأيام السابقة أن نتصرف التصرف الصحيح.

في البداية أمي تحدثت مع أختي الصغرى على انفراد، وسألتها عن ذلك الولد، وتفاصيل بيته، وحالته المادية، وهل هو ينوي خيراً، ويريد الزواج، أم كله لعب أطفال وتسلية، وتضييع قت؟ حاولت الاتصال به، ولكنه لا يرد، وأمي أخذت الهاتف من أختي.

هذه أغلب المشاكل التي تواجهنا، ولا نعلم ما التصرف الصحيح مع هذا التمرد من الأختين، والتصرفات التي لم نتربَّ عليها، ولا نعلم ما الحل الأمثل، حتى لا تحدث مشاكل أكثر في المنزل، لأن علاقتنا ببعض أصبحت سيئة جداً، ولا أعلم ماذا أفعل كي أصحح الوضع؟!

علماً بأن الأخت الكبيرة بعمر 20 سنة، والصغيرة 16 سنة، أرجو المساعدة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يرزقك السلامة، وأن يحفظ لك أخواتك، وأن يسترهن في الدنيا والآخرة، وبعد:

كل ما تحدثت عنه هو عرض لمرض، أما المرض الحقيقي فيكمن في التدين المنقوص، وهذا خلل يقود إلى ما ذكرت وربما يزيد، وعلاج هذا الخلل ليس بسحب الهاتف، ولا بضعف العلاقة فيما بينكم، قد يكون أحد هذين الأمرين، أعني: سحب الهاتف أو المعاقبة بعدم التحدث معهن أمر جيد، لكنه يجب أن يكون عارضاً ولعلة، وأن يصحب ذلك ما يلي:

أولاً: الاجتهاد في زيادة معدل التدين عند البنات، هذا هو الطريق الصحيح، حتى وإن كان طويلاً نوعاً ما، وقد تسأل عن السبيل لذلك، ونحن نحيلك إلى محاضرة جيدة للدكتور محمد صالح المنجد بعنوان :كيف نجدد الإيمان في قلوبنا؟ وستجد فيه ضالتك إن شاء الله.

ثانياً: التواصل الجيد والإيجابي مع الأخوات والاستماع منهن، والحديث إليهن دون أن يستشعروا الخوف منكم، فإن الفتاة إذا أمنت قالت لأهلها كل شيء، وإن خافت بحثت عن من تتحدث إليه وهذا أول الخلل، لذا لابد من إشعارهن معكم بالأمان.

ثالثاً: للصحبة الصالحة أو الفاسدة أثرها المباشر على الفتاة، لذا نرجو أن تجتهدوا في إيجاد صحبة صالحة لها .

رابعاً: تواصلك مع الشاب ليس له جدوى، وهو قد يشرعن له ما يفعل، فلا مجال لحديثك: أتواصل معه لأعلم إن كان يريد الزواج أم لا؟ أي زواج يرتجى من طالب أو شاب في العشرين من عمره يتحدث مع فتاة خلسة من وراء أهلها؟!

خامساً: من الأمور الجيدة تنمية وتضخيم الأعمال الصالحة عند الفتاة، لأن هذا يشعرها بأنها متميزة، وأن الصلاح هو الأصل فيها، وأنها ما خلقت لأجل هذه السفاسف التي يقع فيها غيرها.

هذه النصائح مجتمعة مع الترغيب والترهيب، وكثرة الدعاء لله عز وجل، هو الطريق الآمن نحو صلاح الأخوات بأمر الله تعالى.

نسأل الله أن يحفظهن وأن يبارك فيهن، وأن يسترهن في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً