الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب رواسب الطفولة أصبحت مضطرب الشخصية، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أشتكي من خوف شديد منذ الصغر من كل شيء حولي؛ فقد كانت تربيتي قائمةً على التخويف، والضرب على الوجه، والتهديد، والسخرية، وعدم التصديق إذا اشتكيت من أمر لا أقدر على فعله، ولم أتلق القدر الكافي من الحنان والحب؛ مما ولد عندي مشاعر سلبية: من كره، وغل، وحقد، وحسد تجاه كل من آذاني نفسيًا، ودمرني، فأصبحت فاقد الثقة في نفسي، كارهًا للحياة وللعمل، ليس عندي شغف أو هدف في الحياة.

لم أجد من يفهمني، أو يترفق بحالي، ومما زاد من تعبي النفسي أنني في مقتبل العمر، اجتهدت في تحصيل الرزق من كل جوانبه، ولكن لم أحرز من الدنيا إلا ما يسد الرمق -والحمد لله-، ولكن ما زاد من ألمي النفسي أن من حولي يراني مقصرًا، وما يؤلمني أكثر أنني لا أستطيع الدفاع عن نفسي من شدة الخوف والهلع، حتى أن قلبي يكاد ينخلع خوفًا بصورة دائمة؛ فتجدني دائم القلق، والاضطراب، وتعصف بي الوساوس والمخاوف.

أنا أصلي -بفضل الله-، وأقرأ القرآن، ولا أستطيع دفع ما بي، عندي غليان مستمر في جسمي، وكره لكل من آذاني، ولم يطيب أحد منهم خاطري، وقد وصف لي أحد الأطباء دواء (انفيجا ساستينا)، فهل ترون أنه مناسب لحالتي؟ وهل إذا رحلت عن البلدة لأنسى أحزاني، فهل سيكون ذلك حلاً؟

لا أستطيع النوم بسبب ما يسيطر على عقلي من تفكير، وجسدي من التعب.

أنا غير قادر على المسامحة والنسيان، كما أنني خائف من لقاء الله وأنا على هذه الحالة.

كما أنه لو مر علي أحدهم في الطريق بسيارته، وسلم سلامًا فاترًا، أو تجاهلني، شعرت بعدها بضيق شديد، وإهانة، وكأن قلبي منكسر بالمعنى الحرفي للأسف.

لقد مررت بصدمات نفسية عديدة؛ بدايةً من الأب، والأخ الأكبر، والزوجة، والأخوات، وكل المقربين، فقد أتعبوني، رغم أني لا أنكر مساعدتهم المادية لي، ولم أستطع ردها بسبب فقري، ولكن مع المساعدة كان الضرر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

من الواضح -أخي الفاضل- أنك تعاني من عدد من الأمور، سأحاول أن أختصرها هنا.

لا شك أن سوء المعاملة في طفولتك بالشكل الذي وصفته من التخويف، والضرب، والتهديد، والسخرية، وغيرها، قد أثر في نفسيتك، وفي شخصيتك، فلذلك تجد نفسك غير قادر على الرد في بعض المواقف، والذي ربما قد يصل إلى الرهاب الاجتماعي، ومن الطبيعي أن تشعر بالغيظ، والمشاعر السلبية ممن تعرض لك بالأذى، وتجد صعوبةً في التسامح.

أخي الفاضل: أنت لست مضطرًا إلى المسامحة إلا عندما تشعر بأنك مستعد لها، ولكن هذه المشاعر السلبية تؤذي الإنسان من الداخل إيذاءً شديدًا، ويا ترى إلى أي حد أنت قادر على طي الصفحة، والمحاولة بقدر الإمكان؛ لا أقول نسيان الماضي، وإنما تجاوزه متطلعًا إلى المستقبل.

هنا أنصحك بأخذ موعد مع طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي، وليس بالضرورة أن يكون طبيبًا؛ لتشرح له الكثير مما في نفسك، وهناك بعض المهارات النفسية التي يمكن أن تساعدك على تجاوز كل تجارب الماضي المؤلمة.

وما ذكرته من اسم الدواء Cysteine سيستينا، فلعلك أخطأت في كتابة الاسم؛ فإذا كان سيستينا Cysteine، أو سيستاين Cystina، فلعله ليس هو الدواء المقصود، فإذا كان السيستين، فهو زيزافون، ويسمى الزيزافون، والذي لا أعتقد أن له دورًا في علاج الحالة النفسية التي تعاني منها، لذلك أعود فأنصحك بمراجعة الطبيب، أو الأخصائي النفسي.

داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة، وراحة البال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً