الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في خطبة فتاة متدينة بسبب طباع أمها، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توكلت على الله وعزمت على الزواج، وهناك فتاة أحسبها على خلق ودين، وأهلها أناس ذوو دين، ولكن علمت أن والدتها تصرخ في زوجها كثيراً وتهينه، خفت أن تكون هي كذلك، فهل أتقدم لخطبتها أو أترك الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أخي الفاضل في استشارات إسلام ويب،

في البداية، لقد أحسنت بجعل الدين والأخلاق أوّل المعايير التي ينبغي أن تكون في زوجتك المستقبلية ، فهذا بلا شك من أعظم أسباب البركة واستقرار الحياة الزوجية. كما أنه اتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

أخي الكريم، ليس بالضروري أن تكون الفتاة نسخة طبق الأصل من والدتها، كما قد يُشاع في بعض الأمثال الشعبية، فقد تكون الفتاة نفسها رافضة لتصرفات أمها مع أبيها، وربما تسعى جاهدة لإصلاح هذا الخلل داخل الأسرة وأنت لا تعلم، لذا، ننصحك بما يلي:

أولاً: بما أن الفتاة وأسرتها مشهود لهم بالدين والخُلق، فلا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى، وهي التقدم للخِطبة.
ثانياً: خلال فترة الخِطبة، يمكنك التعرف إلى شخصية الفتاة بشكل أفضل، ومعرفة مدى التوافق النفسي والفكري بينكما، والتأكد عن قرب من وجود هذه التصرفات عند والدتها، ثم معرفة موقف الفتاة من تلك التصرفات.

ثالثاً: يمكنك التأمل في أمر آخر، إذا وُجدت هذه الصفة فعلاً في الفتاة، هل هي بالقدر الذي يمكن تهذيبه وإصلاحه بسهولة، أم أنها أصبحت جزءًا من شخصيتها يصعب تغييره؟ هذا الأمر يمكنك اكتشافه خلال فترة الخِطبة، تذكر أن الخِطبة ليست عقدًا مُلزمًا لأي طرف، بل هي مجرد وعد بالزواج، فإذا حدث التوافق والانسجام، يمكن إتمام عقد القِران، وإن لم يحدث، ينصرف كل طرف دون تبعات أو التزامات تجاه الآخر.

أخي الفاضل: ننصحك بالاستخارة، وهي دعاء الله عز وجل أن ييسر لك الخير حيث كان، وكذلك الإكثار من الدعاء أن يرزقك الله زوجة صالحة، تحقق لك السكن والمودة والاستقرار.

وفقك الله ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً