السؤال
السلام عليكم.
سأشرح مشكلتي باختصار شديد، لكنها والله أرهقتني كثيرًا.
لقد تمت خطبتي منذ عدة أشهر، وخاطبي إنسان محترم، ويحبني، والكل يشيد به رغم أنه ليس شديد التدين، لكن أخلاقه نوعًا ما جيدة، وكنت في بداية خطبتنا أشعر بمشاعر جيدة تجاهه، ولكن بعد مدة شعرت بنفور تجاهه، وكأني لا أطيق التحدث معه، وكان شعور النفور يأتي ويذهب، وكأنه لا شيء، ثم يأتي مرةً أخرى، لدرجة أني دعوت الله مرارًا وتكرارًا أن يزيل شعور النفور المفاجئ من حين لآخر، وفي يوم الخطبة كان الشعور قويًا لدرجة أنني قررت يومها أن أتركه قائلةً لنفسي: أنقذي نفسك، ثم عدت للمنزل وبكيت، علمًا بأني بعدها أخبرت أمي بكل شيء، ونصحتني بأن لا أتركه؛ لأنني ربما لن أجد شخصًا مثله.
المشكلة أنني في يوم الخطبة رأيت أخاه، وأعجبت به، وكنت أنظر إليه أكثر من خاطبي، وأصبحت أفكر به، ثم أحاول نسيانه؛ لأني أشعر بتأنيب الضمير، ودعوت الله كثيرًا أن يزيل شعور الحب هذا، لكني في كل مرة أراه أشعر بتسارع دقات قلبي، وأحيانًا أقارن بينه وبين خاطبي، ثم أشعر بتأنيب الضمير، ووالله إني أصبحت أكره نفسي عندما أشعر بالإعجاب بأخيه، لكني حاولت، ولم أستطع، وأنا كبرت في العمر.
فكرت أن أريح نفسي وأترك خاطبي، لكني خفت أن أندم؛ لأنه جيد، ولأنني أحيانًا أشعر بمشاعر تجاهه، وكأنها مشاعر تعلق، لأنه يهتم بي، وأشعر بأني لا أريد تركه.
ولكن أكثر ما يجعلني أريد تركه هو شعوري تجاه أخيه؛ حيث إنها ستكون مصيبةً لو أنني أكملت الخطبة بهذا الشعور، وقد استشرت صديقتي، وأخبرتني أنه مجرد شعور مؤقت، لكني لا أضمن.
ونسيت أن أقول: بأنني ذهبت إلى شيخين، أحدهما قال بأنني محسودة، والآخر قال بأنني معيونة، وقد شربت ماء الرقية، واستحممت مرةً، لكنني لم أشعر بأي جديد، ولا زلت أحيانًا أشعر أنني أحبه وأريده، وأحيانًا لا، لكن شعوري تجاه أخيه هو أكثر ما يرهقني.