السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود استشارتكم في أمر يخص علاقة صداقة تجمعني بإحدى الفتيات؛ وذلك لأتمكن من معرفة ما إذا كان لي أن أستمر فيها أم لا:
وأنا وصديقتي نتابع نفس الشيوخ، وتجمعنا نفس الاهتمامات والهموم، ولم نكن مقربتين سابقًا، لكن خلال الأشهر الماضية لاحظت أنها تحاول التقرب مني، وسعدت بذلك كثيرًا، أصبحنا نراجع القرآن معًا، وبدأنا مشروعًا بحثيًّا علميًّا سويًا (نحن طالبات في كلية الطب).
لكن هناك أمر يزعجني منها بشكل كبير، وهو أنها كثيرًا ما تنسى المواعيد التي نتفق عليها، مثلًا: تخبرني أنها تنوي الخروج معي وستقوم بضبط جدولها وتعلمني، ثم لا ترسل أي شيء، وعندما أذكّرها تعتذر، وتقول: إنها نسيت...، هذا الموقف تكرر منها نحو ثلاث مرات، وفي كل مرة تعتذر وتخبرني أنها لو كانت في مكاني لتضايقت أيضًا، وأن من حقي أن أشعر بالضيق، لكنها تقول: "لا تزعلي، أنا فعلًا أنسى وأسهو، وليس تجاهلًا نحوك."
بصراحة، تكرار هذا الأمر يؤذيني نفسيًّا ويشعرني بالتجاهل، وللأسف تأتيني أحيانًا وساوس وسوء ظن تجاهها، وأحاول أن أدفعها وألا ألتفت لها. مثلًا: عندما تعتذر، يخطر لي أنها تفعل ذلك من باب الشفقة وليس التقدير الحقيقي.
وقد مررت بفترة شعرت فيها أنني متعلقة بها، لكن بحمد الله استطعت تجاوز هذه المرحلة، ولم تعد تصيبني مشاعر التعلق كما في السابق، حتى إذا نسيت موعدًا بيننا لم أعد أغضب كما كنت.
وسؤالي هنا:
هل هذه العلاقة تُعد مؤذية، ويُستحسن أن أبتعد عنها؟
وهل أوقف مراجعة القرآن معها حتى لا أشعر أننا ما زلنا على صداقة؟
أم أن ما ينتابني من شكوك ووساوس هو من كيد الشيطان، ليوقع بيني وبين من أحسبها على خير؟
أنا حائرة فعلاً في أمري، وأود الإشارة إلى أنني أعتقد أنها بالفعل تعاني من مشكلة في النسيان، وقد ذكرت لي أنها تضع أيام عملها متتالية حتى لا تنسى المواعيد.
ومرة اتفقنا على لقاء يوم الأحد، لكنها انتظرت مني رسالة يوم السبت لتؤكد الموعد، ولم تبادر!