السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في كلية الصيدلة، وعمري 22 عامًا، كنتُ قد أحببتُ فتاة عندما كان عمري 19 عامًا، وكانت هي في السابعة عشرة، وكانت نيتي صادقة تجاهها جدًّا، وكنت أنوي الزواج منها، وبعد سنة طلبتُ منها رقم والدها، وقابلته فعلًا، وتحدثتُ معه، وكان منه القبول، وقال لي: "الله ييسر ما فيه خير لك ولها".
وبعد فترة صارحتُ أمي بالموضوع، لكنها رفضت رفضًا تامًا؛ لأن الفتاة ليست من عائلة معروفة، وأمي عندها هذه النظرة، وحاولت معها كثيرًا، لكن لم توافق، ثم تعرّفتُ إلى شيخ أرشدني وعلّمني أذكارًا وأورادًا حتى ترضى أمي، لكن مع ذلك بَقِيتْ رافضة، بل كانت أحيانًا تُسمعني كلامًا يُبيِّنُ أنها غير موافقة، حتى لا أعود لفتح الموضوع معها مرة أخرى.
الخطأ الذي كنتُ أقع فيه هو أني كنتُ أتواصل مع الفتاة، أي أن العلاقة لم تكن صحيحة شرعًا، رغم أن نيتي صادقة، وكنت حقًّا أريد الزواج بها، ولكنني بدأت أفكر:
أولًا: هي علاقة غير مشروعة.
ثانيًا: أمي رافضة تمامًا، ولو تزوجتها ستدخل في مشاكل مع أمي وتغضب عليّ وتكره الفتاة، وحتى والد الفتاة سيلومني ويقول: لماذا تزوجتها وأمك رافضة؟
لهذا صارحتُ الفتاة في تركها، وتركتها؛ لأنه حرام، ولأن أمي رافضة، ولا أريد أن أظلم الفتاة، وأدركت أن ما كنتُ أفعله خطأ، وتوقفتُ عن هذه العلاقة لأجل لله أولًا، ثم لأجل أمي، ولئلا أكون ظالمًا.
بعد ذلك، لا أعرف كيف حصل، لكنني أحببت فتاة أخرى من جامعتي، واتضح أن أمي تعرفها وتعرف أهلها، وهم عائلة محترمة، لكني لست مرتاحًا من داخلي، وأشعر أني منافق: كيف أحببتُ فتاة ثم أحببتُ غيرها؟ مع أن قلبي (والله) صادق في المرتين.
صرتُ أدعو الله أن تكون هذه الزميلة من نصيبي، لكن عندما أخبرتها أن تعطيني رقم أهلها رفضتني، ومع ذلك ما زلت أدعو الله أن يكتبها لي.
مشكلتي أني خائف: هل أنا مخطئ؟ هل هذا عقاب من الله لأني تركت الفتاة الأولى؟ أنا صادق جدًّا في مشاعري تجاه هذه الثانية، لكني حائر وخائف أن أكون قد أخطأتُ أو أسأتُ التصرّف!
فكيف أتعامل مع هذه المشاعر وهذا القلق؟ وهل ما أفعله الآن يُعتبر ذنبًا؟