الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس العقيدة، والخوف من الخروج من الملة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة، فقد أصبحت أعاني من وساوس تتعلق بالعقيدة والشرك، وسبب ذلك أنني أحيانًا ألعب بعض الألعاب، أو أشاهد المسلسلات والأفلام والأنمي، وقد أرسم أحيانًا –ولكنني لا أكمل رسم الصورة حتى لا تكون ذات روح–، أو أحتفظ بصور وأضع ملصقات أو بوسترات، وهذه الأشياء قد تحتوي على عقائد شركية.

وكلما فعلتُ شيئًا من ذلك ينتابني الخوف من أن أكون قد أشركت بالله وخرجت من الملة، وأنا أعلم أن عليّ التوقف عن هذه الأمور، لكن ذلك يحتاج إلى وقت؛ لأنني معتادة عليها منذ مدة طويلة، وقد أضعف أحيانًا وأعود إليها، فأخشى حينها أن أكون مشركة بالفعل، أنا خائفة جدًّا من الوقوع في الشرك، وخائفة من أن أكون قد خرجت من الإسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك مع الموقع، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه، ونشكر لك أيضًا -ابنتنا الكريمة- حرصك على البُعد عن المحرمات، وخوفك من الوقوع في الشرك، وهذا سلوكٌ جميل، وحذرٌ مطلوب، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لمزيدٍ من الخير.

وبدايةً نقول -أيتها البنت الكريمة-: إنك لم تقعي في عقائد الشرك و-لله الحمد-، فما دمت تكرهين الأفعال الشركية وتخافين من الوقوع فيها؛ فإن هذا دليل واضح جليّ على أنك لم ترتضي شِركًا أو كفرًا، فاحذري من أن يفتح الشيطان عليك باب الوساوس، فتقعي في شِباك الشيطان، فتعانين مشقة وحرج هذه الوساوس.

احذري تمامًا هذا النوع من الوسواس، وادفعيه بالطرق الشرعية التي دلّك عليها النبي الكريم ﷺ، ومن هذه الطرق وأهمها وأنفعها: عدم الاسترسال مع هذه الوساوس والاستسلام لها، فلا تستسلمي لها ولا تسترسلي معها، ولا تبحثي عن إجابات لأسئلتها، بل عامليها بالإهمال والتحقير؛ فكلّما داهمتك هذه الوساوس، انصرفي عنها إلى الاشتغال بأي شيء يعود عليك بالنفع، فهذا هو العلاج القالع لهذه الوساوس -بإذن الله تعالى-، وهو الدواء الذي أرشد إليه النبي الكريم ﷺ.

أمّا بخصوص هذه الألعاب التي تمارسينها، وما ذكرته من أفعال تفعلينها، فلسنا نستطيع الجزم بأن فيها عقائد شركية أو لا، ولكن يجب عليك أن تعلمي أنه إذا كانت هناك أمور شركية في بعض الألعاب، فيجب عليك أن تتخلّصي منها، وأن تستبدليها بما هو سليم من ذلك المنكر العظيم، وليس عليك أي ضيق أو حرج أو شدة في أن تستبدليها بشيءٍ آخر من المباح، بل قد يكون هناك شيء أنفع لك في شؤون حياتك من تلك الألعاب التي قد تحتوي على منكرات.

فالتخلّص من هذا النوع من الألعاب واجب شرعي، وهو أمر سهل يسير، ليس فيه مشقة ولا صعوبة، فاحذري كل الحذر أن يجرّك الشيطان -بواسطة هذه الألعاب- إلى الوقوع في المخالفات الشرعية، سواء كانت شركًا أو أقل من الشرك، مع وجود البديل النافع المفيد.

واعلمي أن الله -سبحانه وتعالى- برحمته لا يحرّم على الإنسان شيئًا إلَّا لما فيه من الخبث والمضرّة، ثم يبدله -سبحانه وتعالى- بشيء مباح فيه مصلحة ومنفعة، فلا تستسلمي أبدًا لرغبات نفسك في ممارسة الألعاب التي تحتوي على منكرات، وحاولي أن تستعيضي عنها بشيء نافع مفيد، أو على الأقل ليس فيه إثم ولا منكر.

جاهدي نفسك على هذا، وستجدين نفسك -بإذن الله تعالى- بعيدة كل البعد عن أسباب الوساوس.

نسأل الله تعالى أن يُوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً