السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام، أطلب منكم النصيحة بما يرضي الله ورسوله، في مشكلة عائلية معقدة أثقلت كاهلي.
نحن عائلة مقيمة في أوروبا منذ زمن طويل، أبي لا يعمل رغم أنه سليم جسديًا، بينما أمي تعمل في المستشفى بدوام جزئي، وهي في الخامسة والخمسين من عمرها، مكان عملها يبعد حوالي 900 متر عن المنزل، وأحيانًا يقودها أبي بسيارته، وأحيانًا تذهب بنفسها.
في أحد الأيام، أثناء إيصالها إلى العمل، اتهمها أبي بالخيانة وبدأ بالصراخ عليها دون سبب أو دليل، علماً أن أمي امرأة متدينة، وذات خلق، اكتفت بالاستغفار، وطلبت منه أن يتعوذ من الشيطان، لكنه استمر في إهانتها عند عودتها من العمل، واتهمها بأبشع الألفاظ.
اتصلت بي وهي تبكي، وكنت شاهدًا على الموقف، حتى أنها وضعت يدها على القرآن لتحلف أنه لا يوجد شيء مما يتهمها به، لكنه رفض أن يفعل مثلها؛ لأنه متكبر ويعلم في قرارة نفسه أنه يختلق هذه الاتهامات.
عندما واجهته، لم يقدم أي دليل ملموس، وكل كلامه كان من نسج خياله، أمي طلبت الانفصال لأنها لم تعد تحتمل الظلم، ورميها بالباطل.
حاولت تهدئة الأمور، وأقنعتها بالعودة مؤقتًا إلى البيت، بشرط أن يفصل بينهما في غرفتين ومراقبة الوضع، وقد وافق أبي على هذا الشرط، لكن للأسف، استمر في التصرف بمكر، واعتذر بطريقة غير صادقة فقط لإذلالها.
وصل به الأمر إلى الذهاب لمسؤولة أمي في العمل ليسأل عن دوامها، كما بدأ يراقب المنطقة التي يشك فيها، حتى أن سكان الحي استدعوا الشرطة بسبب تصرفاته الغريبة، إذ كان يراقب المكان كالمجنون!
ورغم أن براءتها أصبحت واضحة، إلا أنه استمر في افتعال المشاكل وإهانتها، يريد منها أن تعتذر له، ويقول لها: "أنتِ عاهرة، لكنني سأسامحك"، فقط ليذلها، وأنا أشهد أن أمي امرأة صالحة، ذات خلق ودين وصبر.
نصحته بالذهاب إلى المسجد القريب (يبعد 400 متر) ليهدأ، لكنه رفض، ثم اقترحت عليه السفر قليلًا لمراجعة نفسه، وتكفلت بتكاليف ذلك، فسافر بالفعل، لكن بعد عودته، عاد إلى سلوكه السابق: يزعج أمي بكلامه، ويذهب إلى مكان عملها لإحراجها!
أمي لم تعد تحتمل، ونحن جميعًا مرهقون من تصرفاته، ولا أريد أن أظلم أمي، فأنا أعلم أنني سأُحاسب على ذلك أمام الله.
أبي جدّ لأربعة أحفاد، لكنه ممثل بارع، حتى عندما سافر، اختلق قصصًا من خياله أمام أصدقائه، وتحدث عن أولاده بسوء، لا نعرف ماذا نفعل، فبعد مرور شهرين ما زال يتصرف بخبث.
ذهب اليوم إلى مديرة أمي في العمل، وطلب منها أن تعطيه خطة دوامها، وهذا ممنوع قانونًا، وقد تم منعه من دخول المكان، لكنه ما زال يشك في أمي، ويتصرف كأنه ممثل محترف.
ماذا تنصحوننا؟ ماذا أفعل؟ المشكلة تؤرقنا جميعًا.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

