الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من تقلصات الوجه وحركاته اللاإرادية؟

السؤال

السلام عليكم.

أحياناً أشعر بتقلصات بوجهي وحركات لا إرادية بمناطق مختلفة منه، وأيضاً حكة خفيفة بالشفتين وأحياناً بحركة لا إرادية لأحد أصابع يدي اليسرى، فما سبب ذلك؟ ولماذا يحصل؟ وما علاقته بالقلق؟ وما علاقته بالنوم؟ وما الحل والدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذه الحركات اللاإرادية التي تحدث في الوجه وبعض أجزاء الجسم الأخرى هي انقباضات عضلية مفاجئة لمجموعات صغيرة من العضلات، وهي بالطبع لا إرادية، ولكنها تحدث في أوقات القلق والانفعال بصورة أكثر….إذن هي مرتبطة بالقلق والانفعال، ولا نقول أن هنالك علاقة لهذه الحالات بالنوم فيما أعلم، وهي تكثر عند الأطفال، وتختفي بالطبع مع استمرار العمر، والشيء الذي أنصح به -أيها الأخ الفاضل- هو أن لا تحاول التركيز على هذه الانقباضات بصورةٍ مستمرة؛ لأن تذكرها والاهتمام بها والانشغال بها قد يؤدي إلى زيادتها، وذلك عن طريق معدل القلق اللاإرادي .

الشيء الآخر: هو أن تحاول أن تقوم بتمارين استرخاء، وهنالك عدة أنواع منها، وتوجد أشرطة وكتيبات في المكتبات تُساعد في كيفية إجراء هذه التمارين، وفي أبسط صورها أن تستلقي في مكان هادئ، وتغمض عينيك، وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ شهيق عن طريق الأنف، ويكون ببطء وقوة، وتملأ الصدر وكذلك البطن بالهواء بقدر المستطاع، ثم تمسك الهواء قليلاً، ثم بعد ذلك تأتي عملية الزفير، وهي إخراج الهواء، ويكون أيضاً بنفس القوة والبطء، ويفضل أيضاً أن يكون عن طريق الفم.

كرر هذا التمرين عدة مرات بمعدل مرتين في اليوم، وسوف يساعدك إن شاء الله كثيراً، وهنالك تمرين آخر، وهو أن تقبض على أصابع يديك ببطء وقوة، وتشد على اليد -أي حين تكون القبضة كاملة- وتضغط على ذلك، وفي نفس الوقت تضغط على الفكين، وبعد الضغط الشديد تبدأ في فك اليدين وكذلك الفك ببط، فهذه تمارين استرخائية تُشبه إلى درجةٍ كبيرة الشهيق والزفير
وقد وُجد أنها مفيدة جداً، وبعد ذلك تحاول أن تتأمل أنك مسترخ، وتبدأ بعضلات جسمك مجموعةً مجموعة، فابدأ بعضلات القدمين ثم الساقين ثم الحوض ثم البطن ثم الصدر، وتأمل أنك مسترخياً في وجهك.

هذا النوع من التمارين جيد، ولكنه يتطلب المقدرة على التأمل النفسي من أجل أن يطبقه الإنسان بصورةٍ صحيحة، وكثيراً ما نرشد الإخوة والأخوات أن يقابلوا الأخصائيين النفسيين حتى يتم تدريبهم على هذه التمارين .

توجد عدة أدوية تُفيد في علاج هذه الحالة، فهنالك علاج يُعرف باسم هلوبريدول، وهو في الحقيقة دواء ليس مضاداً للقلق، ولكنه يعطى في هذه الحالات وبجرعة صغيرة، وقد أشارت الدراسات أنه من الأدوية ا لمفيدة، أرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى نصف مليجرام في اليوم لمدة شهرين أيضاً ثم توقف عنه.

ومن الأدوية المفيدة أيضاً: العقار المضاد للقلق والذي يعرف باسم فلونكسول، وجرعته هي أيضاً نصف مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة نصف مليجرام في اليوم لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.

هذا الأمر إن شاء الله بسيط، وهو متعلق بالقلق كما ذكرت لك، وأرجو أن لا يكون شاغلاً لك، وسوف تستفيد كثيراً من الإرشادات السابقة.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً