السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله د. محمد جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك يوم لا ظل إلا ظل الله.
حقيقة لم أكن أفكر يوماً أنني ممكن أن أعرض مشكلة خاصة بي أو أن أبحث عن جواب عن طريق الإنترنت، ولكن بعد متابعة حثيثة لمشاكل الإخوة والأجوبة اقتنعت بذلك والحمد لله والمنة على ذلك، وسوف أحاول أن أختصر مشكلتي بسرعة لعل الله أن يجعل لي دواء من خلال نصيحتكم، وسوف أبدأ بالجزء الجيد من شخصيتي:
أنا شاب متزوج عمري 29 عاماً ملتزم دينياً أعمل بمهنة مهندس، صاحب شخصية قيادية مظهراً ومضموناً، أتمتع بذاكرة قوية وذكاء، وبعد نظر ومعرفة شخصيات الناس والتفاعل معها، أتمتع بمرح شديد وحب من كل الأشخاص المحيطين بي سواء في دائرة العمل والأسرة أو خارجها، أحب الشفافية والمصداقية في التعامل، كل هذه المميزات رفعتني لمنصب مرموق في عملي لمواجهة مسؤوليات عجز عنها أكبر من كان مني سناً وخبرة في مجال عملي، وأخيراً أتمتع بهدوء شديد.
أما الجزء العام السيء من شخصيتي:
أنا ممن يكبتون أحاسيسهم وانفعالاتهم الحقيقية داخلهم، عقلي لا يهدأ عن التفكير في مشكلة ما حتى أثناء النوم، في أكثر الأحيان أكون الشمعة التي تحترق لتضيء ما حولها.
مشكلتي الصحية والنفسية بدأت بزيادة حجم العمل الكبير الملقى على كاهلي، والذي يحتاج إلى 3 مهندسين للقيام به، وتزامن ذلك مع حرب مفتوحة في العمل من جبهة واحدة، من مديري المباشر في العمل نظراً لما ذكر أعلاه من نجاح، هذا جعلني بعد صبر طويل وبعد استنفاد الحلول أن أرد على الحرب المفتوحة من جهتي، لكن حسب طبيعة شخصيتي في محبة الشفافية والمصداقية في المعاملات والتي يفتقر لها مديري البيروقراطي، والذي تفوق حتى على المدرسة السلوكية البيروقراطية في التقمص، وفي ظل تلك الظروف بدأت مشاكلي الصحية والنفسية كالآتي:
شعور بخفقان بالقلب ودوخة وغثيان، جفاف بالفم، وضيق بالصدر وصل لحد الشعور بالاختناق، ونغزات وأوجاع بالصدر والقلب والذراع الأيسر، وأعلى الكتف الأيسر أثناء قيادة السيارة، وأثناء الجلوس في المكتب، أول سؤال تبادر إلى ذهني ما هذا؟ (القلب ! الرئة !، وكل ما يخطر من أفكار... إلخ).
بدأت رحلة العلاج من عيادة الأنف والأذن والحنجرة وكانت النتيجة بعد المنظار ايجابية، ثم عيادة الطب الباطني وكانت النتيجة ايجابية، ثم بعد ذلك بدأ ألم في الغدد اللمفاوية في الجزء الأيمن من الرقبة ورجعت لعيادة الأنف والأذن والحنجرة وتم تحويلي لعيادة الأسنان، وتم حشو بعض الأسنان وانتهى ألم الغدة.
بعد ذلك وأثناء تناول العشاء أصابني ورم كبير في الفك الأيمن اتضح أنها انسداد في الغدة اللعابية، وتم علاجها خلال نصف ساعة بالتدليك، بعد ذلك زادت الأعراض أعلاه وتوجهت لأكثر من عيادة باطنية وكان التشخيص النهائي (قولون عصبي) لم أستجب للعلاج وزادت الوساوس والقلق، وانتهى الموضوع بالتنظير للقولون وكانت النتيجة إيجابية.
بعد ذلك هدأت الأعراض كلها وقمت بأخذ إجازة والقيام برحلة عمرة إلى مكة المكرمة وقمت بعمل رقية شرعية والحمد لله تحسنت الأمور وكأن شيئاً لم يكن.
لقد أدركت بعدها أن الموضوع نفسي بحت، وفي يوم ظهرت هالات سوداء تحت العين جعلت العين وكأنها غائرة وبدأت تزداد حتى كتابة هذه الكلمات، ومن زيادة الأسئلة من المحيطين بي حول تلك التغيرات المفاجئة وخسارة الوزن، تعبت نفسياً وجسدياً وحاولت أن أسيطر على مشاعري وعصبيتي التي أصبحت لا تحتمل، وكرهي للعمل وحتى رؤية زملاء في العمل لكن دون جدوى، وعادت الأعراض كلها واتسعت دائرة التفكير التي لم تعد تشمل القولون بل شملت أموراً كثيرة أخطر وأصبحت أسأل عن كل ألم في جسمي لماذا؟
حاليا أتناول حبوب البوكسيديوم (Poxidium) ولها مفعول جيد لكن سلبياتها الإمساك لذلك لا أتناولها إلا وقت اللزوم، ولا أجد الراحة إلا بالنوم بحيث أصبحت أتغيب عن عملي وأنام بمعدل 12 ساعة يومياً وأمارس الرياضة لكن دون جدوى.
آسف للإطالة عليكم، وأفيدوني أفادكم الله؟