السؤال
في البداية أتمنى من الله أن تساعدوني في حل وفهم ما أشعر به، وكيفية التغلب عليه، وعذرا إذا أطلت في السرد، فهناك بعض التفاصيل المهمة:
مشكلتي أساسها الخوف، فمنذ صغري وموضوع الخوف عندي زائد بعض الشيء، فمثلا كنت وأنا صغير أخاف النوم بمفردي، واستمر هذا معي حتى نهاية المرحلة الإعدادية، حتى تغلبت عليه وأصبح شيئاً عاديا، المهم كنت أتضايق جداً من هذا الخوف، ولا أدرى ما سببه؛ يمكن لأنني كنت وحيد والدي على بنتين، وكنت أنا الكبير، فكانوا يهتمون بي بصورة زائدة بعض الشيء لا أدري!
أيضاً أحد العوامل، أو لنقل النتائج لهذا الخوف الخجل من الجنس الآخر، حيث من صغري يحمر وجهي عند محادثة البنات، وقد بدأت هذه المشكلة تظهر وتؤرقني عندما كنت في المرحلة الثانوية، حيث كان زملائي يختار كل منهم فتاة على أنها فتاة أحلامه، وكنا في مدرسة مشتركة، فاخترت أنا فتاة لأجاريهم، ولكن عندما علمت هذه الفتاة وزملاؤها كانوا يضحكون ويتغامزون علي، ولم أكن أستطيع مواجهتهم ومنعهم من هذا، وقد أثر هذا علي جداً، حيث اكتشفت أني عاجز عن مواجهة موقف تافه كهذا.
وبدأت المشكلة الحقيقية عندما بدأت مرحلة الثانوية العامة، حيث كنت بدأت أتناسى هذا الموضوع وأركز في مذاكرتي، وبالفعل استمريت على هذا فترة، ولكن مع قلق المذاكرة وحرج هذه المرحلة كنت أفكر كثيراً وأتذكر ما حدث، ويراودني الخوف من تكرارهم السخرية، ثم تدريجياً بدأت هذه المخاوف تعوقني عن المذاكرة، وتعددت واتسعت دائرتها، وأصبحت مثل الأفكار التسلطية، ولكنها كانت تظهر عند المذاكرة، أما في باقي الأوقات أكون عادياً ولا أشعر بشيء، ولكني استطعت بفضل الله، وبمشقة، اجتياز مرحلة الثانوية العامة بمجموع كبير ودخول إحدى كليات القمة.
وقد تتساءل لماذا لم أفكر في حل أو علاج لهذه المشكلة، والسبب أني حققت الذي كنت أريده في هذه الفترة على الأقل، ولكن ظهرت ثمار هذه المشكلة عند دخولي الكلية، حيث كانت عندي حالة من الخمول والرغبة في الاستراحة من المذاكرة التي كانت تسبب لي هذه المشاكل، ولكن كليتي كانت تتطلب مجهوداً كبيراً، وعندما بدأت أذاكر كان عندي خوف من المذاكرة.
المهم أنني لم أرجع لسابق عهدي بالمذاكرة؛ بسبب هذه المخاوف والأفكار والتي كانت تشتد في فترة الامتحانات، وحصلت على تقديرات سيئة في العام الأول والثاني، وأريد أن أشير إلى نقطة أنه طوال هذه الفترة لم أبح بشيء لأهلي، ولم يكونوا يلاحظون أي شيء؛ لأني لا أريد إقلاقهم، إلا أنهم يعزون عدم توفيقي في الكلية بسبب تقصير في المذاكرة، وأنا لا أستطيع إخبارهم بهذا.
وأنا الآن في بداية العام الثالث أريد أن أتفوق، أريد أن أسعد والدي ووالدتي، أريد أن أتخلص من هذا الخوف، أريد أن أحقق ذاتي، فقد كان حلمي أن أصبح معيدا في كليتي، طبعاً عندي إحباط، وثقتي بنفسي تأثرت، لكني واثق بأن الله لن يضيعني، وأنه يدخر لي الخير، طبعاً توجد بعض التفاصيل التي لم يتسع لي المقام لذكرها، ولكن أتمنى أن تكونوا تفهمتم ما أشعر به.