الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإجازة الصيفية بين تحقيق الفائدة والترفيه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
كيف يمكن للطلاب أو للذين يمتهنون مهنة معينة أن يستغلوا فترة العطلة بطريقةٍ تمكنهم من الاستراحة واسترجاع الطاقة، وفي نفس الوقت تحقيق الفائدة والنفع لأنفسهم؟
شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلست أدري من أين وجدنا هذا الفراغ رغم أن سلف الأمة الأبرار كانوا يبكون لكثرة الفضائل وقلة الأعمار، فالواجبات عندنا أكثر من الأوقات ولا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع، أسئلة نصفها عن الوقت، فإنه يُسأل عن عمر فيما أفناه؟ ويُسأل عن فترة الشباب وهي من العمر ولكن لأهميتها تكرر السؤال عنه، والشباب يبلى كالثوب، ويفقد، ولكن العمر يفنى ويزول، والوقت هو الحياة، والإنسان يسعى في هدم عمره منذ خروجه من بطن أمه، وإذا رأيت الإنسان تضيع من أوقاته فاعلم أنه يعجل بوفاته، وتضييع الوقت من علامة المقت كما قال ابن القيم وبعض السلف، وقال أيضاً: (تضييع الوقت أشد من الموت؛ وذلك لأن الموت يقطعك عن الأحياء ولكن تضييع الوقت يقطعك عن الله).

وليست معنى ذلك أن الشريعة لم تهتم بمسألة الترويح والاستراحة، ولكن شريعتنا تضبط هذه المسألة وتعطيها حجمها حتى لا تؤثر على مهمتنا الأصلية، ولا شك أن النفس تحتاج إلى شيء من الترويح بطرد الملل، وإعادة العزيمة والأمل للنفوس، والعاقل يجعل لنفسه حقاً ليكون في ذلك عوناً له على مواصلة تكاليفه ومسئولياته، ولكن بمقدار ما يعطى الطعام من الملح؛ وذلك لأن اللعب والمرح ليس غاية ولكنه وسيلة، والمشكلة أن الكثير من الناس جعل اللهو واللعب والترويح هو الأصل، فلأجله تصرف الأموال، وفي سبيل الحصول عليه يقع العصيان وتنتشر العداوات والأحقاد ويقع الناس في غضب رب العباد.

وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على وعي وحرص، وهذا ما نرجوه ونؤمله في شبابنا الذين نتشرف ونفرح بتواصلهم مع موقعهم.

ولا يخفى على أمثالك أن الصحابة كانوا يضحكون ويتمازحون، وربما رمى بعضهم بعضاً بقشر البطيخ، وربما ذكروا المواقف الطريفة في حضور صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام فكانوا يضحكون ويبتسم، فإذا جاء الجد كانوا هم الأسود، فإذا أريد بدينهم تطاير من أعينهم الشرر، فإن الدين ليس مادة للسخرية أو الهزال، والعاقل ينتقي من الألعاب ما تنمي المواهب وتزيد الذكاء ويحقق التسلية ولا يقفل في أثناء الترويح عن ذكر الله ورعاية آداب الشريعة، والأمر يحتاج إلى تفضيل بحسب المواهب والميول، ونحن في انتظار إبداع الشباب في إطار الثوابت، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوانك في الله.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً