السؤال
السلام عليكم.
أشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم بالأسئلة التي أبعثها، وشكراً على الرد المفصل، جزاكم الله عنا كل خير.
سؤالي هو: في حال طلب مني شخص مقرب لي جداً، مثل أبي أو أمي أو أخي أو زوجة أخي المتوفى مبلغاً من المال، ولم يكن عندي هذا المبلغ فقمت باستلاف المبلغ، وأرسلته لهم حتى لا أشعرهم بالإحراج أولاً، وحتى أحسسهم بالاطمئنان والراحة وعدم إحساسهم باليأس ثانياً، وثالثاً وهو السبب الرئيسي بأنهم يتصورون بأني مرتاحة مادياً، فلهذا يطلبون مني وأنا لا أستطيع أن أقول لهم بأن دخلي محدود، ولا أستطيع دائماً تلبية طلبهم، لأني أخجل من أن أردهم، ويصعب عليَّ قول كلمة (لا تطلبوا مني) ليس خجلاً من وضعي المادي، بل لأني لا أريد أن يلجؤوا لشخص غريب عنهم.
وفي الفترة الأخيرة صرت أستلف لأعطيهم وأقول في نفسي: إن الله سييسر الأمور ويرزقني لأسدد هذا المبلغ، فهل تصرفي هذا فيه نوع من عدم حسن التصرف، أم هذا أمر طبيعي؟ علماً بأني سعيدة كل السعادة وأنا ألبي لهم مطالبهم، ولم أحسسهم في يوم بأنهم يثقلون عليَّ.
إخوتي في الله: بعد كل الاستفسارات التي استشرتكم بها، وأتعبتكم معي طوال هذه الفترة بأسئلة كثيرة عن الرجل الذي تقدم لي، ونصحتموني بأن أسأل عنه أصحابه المقربين عن بعض الصفات، وبعد تفكير طويل واستخارة الله عدة مرات، قدراً عرفت من شخص قريب إلينا جداً -وهو شخص خلوق وذو دين- أن الرجل الذي يريد الزواج مني بخيل؛ فقلت له: الحمد لله أنني عرفت فيه هذه الصفة قبل الارتباط؛ لأني أكره البخل جداً وأخافه، وبعدها قررت ترك هذا الرجل، فعندما اتصل بي أبلغته بكل احترام بأنه لا يوجد نصيب بيننا ولم أخبره عما سمعته، ولم أبلغه عن معرفتي بوجود هذه الصفة فيه كي لا أحرجه، أو أسبب أي مشكلة لأي شخص، وقلت له: سامحني إذا تأخرت عليك بالرد، وقال لي: لا، بالعكس لقد كان كلامك معي طيباً، وقلت له: أتمنى من الله أن يرزقك الزوجة المناسبة ورد عليَّ كذلك، وأغلقت الهاتف وجلست وحدي وبكيت، وقلت: الحمد لله على كل حال.
لا أعرف لماذا بكيت هذه المرة، لم أشعر بهذا الإحساس سابقاً عندما كنت أرفض الذين يتقدمون لي، ولم أحزن لهذه الدرجة، مع العلم أني ارتحت لأني لم أتسرع بالخطوبة، ولكني حزنت لأني عرفت عنه هذه الصفة التي عرقلت خطبتي، فهل أحسنت التصرف أم أني تسرعت أم ماذا؟
أصبحت حزينة؛ لأني أرفض كل من يتقدم لي، وأحسست إحساساً غريباً، لا أدري لماذا أحسست بتأنيب ضمير، وكأني عملت شيئاً يغضب الله، فهل تصرفي هذا فيه إثم؟ أقصد رفضي له؛ لأنه بخيل، هل هذا التصرف يغضب الله؛ لأني دائمة الدعاء لله بأن يرزقني الزوج الصالح، فهل رفضي له -بعد أن رزقني الله- فيه عدم قناعة أو نوع من التبطر أو اعتراض على رزق؟ وهل حزني هذا ناتج عن عمل غير صحيح أم ماذا؟ انصحوني فإني بحاجة إليكم.