السؤال
السلام عليكم.
إذا زنى المسلم ثم تاب، فهل يعاقبه الله؟!
السلام عليكم.
إذا زنى المسلم ثم تاب، فهل يعاقبه الله؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لنا وللمسلمين جميعاً، وأن يتوب على كل مسلم وأن يسترنا جميعاً بستره الذي لا ينكشف في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن المعاصي شأنها عظيم وخطرها جسيم، وأنها سبب كل بلاء وشقاء، بل هي سبب شقاء الإنسانية جميعاً، فهي التي خرج بسببها أبونا آدم من الجنة، وهي التي طرد الله بسببها إبليس من الملأ الأعلى وغضب عليه ولعنه، وهي سبب هلاك الأمم السابقة مثل قوم نوح وهود وصالح وغيرهم، فما من مصيبة تقع إلا بذنب، ولا ترفع إلا بتوبة، ولذلك حذرنا الله ورسوله من الوقوع في المعاصي صغيرها وكبيرها حيث قال جل شأنه: (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ... ))[الروم:41]، وقال: (( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ))[الحاقة:5-6] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إياكم والمعاصي، واعلموا أن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه وقد كان هيئ له).
فالمعاصي هي سبب كل شقاء وبلاء بل هي السبب الرئيسي في هزيمة المسلمين يوم أحد ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خالفوا أمره وتركوا جبل الرماة.
من أجل ذلك حذرنا الإسلام من الوقوع في المعاصي لأنها سبب كل شقاء وبلاء إلا أنه ومن رحمة الله وفضله أنه فتح لعباده باب التوبة وجعله لا يغلق مطلقاً لا ليلاً ولا نهاراً حتى تطلع الشمس من مغربها، ليعطي عباده فرصة التوبة والرجوع في أي وقت لأنه خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، وأنه قد يضعف فيقع في بعض المعاصي ففتح أمامه أبواب التوبة من أي ذنب وقال: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ))[الزمر:53]، إلا أنه وضع شروطاً للتوبة حتى تكون مقبولة منها ما يلي:
1- التوقف عن الذنب فوراً.
2- الندم على فعله.
3- عقد العزم والنية على عدم العودة.
4- أن تكون من أجل الله وحده وليست من أجل أي شيء آخر.
فإذا توافرت هذه الشروط فإن الله يقبل توبة العبد ويغفر له، ولا يعذبه بعد ذلك على هذا الذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة ما دام صادقاً في توبته.
والله الموفق.