الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية العمل مع أختي كي تلتزم بالحجاب الشرعي

السؤال

أختي تبلغ من العمر21 سنة، وأرى أن ثيابها لا تتوافق مع الزي الشرعي، وإذا تكلمت معها عن أي مقولة لشيخ تسمع وكأنها لم تسمع، وفي بعض الأحيان تسخر من هذا الشيخ، وأنا أعترف أني لا أتمالك نفسي عند السخرية من الشيخ، ولكن طوال ما هي محتفظة بأدبها، حتى ولو سمعت لي بطريقة لا تليق مع الأخ الأكبر فإني أتحملها.
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يصلح حال أختك، وأن يوفقها لقبول الحق والتزام الشرع، وأن يصلح حالكم.

وبخصوص وما ورد برسالتك؛ فكما لا يخفى عليك أن عملية تغيير السلوك البشري ليست بالأمر السهل؛ ولذلك اختار الله لها خير العباد وصفوة الخلق هم الرسل والأنبياء؛ لأن الجهل المستحكم والعادات والأعراف والتقاليد والواقع المحيط، وكثرة العصاة والمخالفين من حول الإنسان كلها عوامل تعمل ضد الداعية، وتجعل مهمته في غاية الصعوبة والمشقة؛ ولذلك أوصى الملِك حبيبه صلى الله عليه وسلم بالصبر الجميل، والنفَس الطويل، كقوله تعالى: (( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ))[المعارج:5]، وقوله: (( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ))[يوسف:18]، إلى غير ذلك، وهذا ما أوصيك به أخي! ألا تتعجل الثمرة، وواصل الدعوة، ولا تجعل الشيطان ينتصر عليك ويفقدك أعصابك ويخرجك عن شعورك؛ لأنك إذا كنت قد أردت وجه الله، وإقامة شرعه، فثق وتأكد بأنه لم ولن يتخلى عنك مطلقاً إن شاء الله، واعلم أنه سبحانه لا يضيع أهله، ولكن بالصبر والحكمة والموعظة الحسنة، والعطف واللين، ومواصلة الدعوة مع الدعاء، وحاول تغيير أسلوبك لعل وعسى أن تكون هناك طريقة أخرى تؤثر في أختك أفضل من التي تستعملها معها الآن.

المهم أن تواصل، وألا تضعف، ولا تعطي الشيطان فرصة لينتصر عليك، واجعل في داخلك وعقلك التصميم على قهره، والانتصار عليه، وعدم إعطائه أي فرصة لينال منك، ابحث عن بدائل أخرى كالهدية إذا كنت قادراً على ذلك، ومحاولة خروجك معها لنزهة أو فسحة معها خاصة، وعندها قل لها: حاولي أن يكون لبسك محتشماً، ولا تتشدد في ذلك، واقبل منها ولو أقل الحشمة، ولو بدرجة أفضل ممما هي عليه الآن، وأكرمها، ولا تظهر لها عدم رضاك عن لبسها وهي معك، وضع يدك في يدها، وخذها في جولة موسعة كما لو كانت زوجتك، ولا تناقش معها الأمر مطلقاً، وبذلك أعتقد أنك ستكسب احترامها، وبالتالي عقلها وقلبها، وإذا طلبت منها النقاب فسيكون أسعد الأمور عندها، جرب - يا رجل - وسائل أخرى، فقلب المرأة يمكنك أن تصل إليه من ألف طريق وطريق، فلماذا تضيع هذه الفرصة، واجعل هدفك الأساسي ألا يغلبك الشيطان فتضعف وتفقد الأمل في الإصلاح، ولكن فقط جرب وسائل وطرق جديدة، خذها معك لبعض المحاضرات بالوضع الذي هي عليه، ولا تحدثها عن الحجاب، وقدم لها هدية على أنها تنازلت وجاءت معك للمحاضرة.

اشتري لها ولو شيئاً بارداً أو جيلاتين وأنتم في الطريق، حدثها عن نفسك وأحلامك بعيداً عنها، أشعرها بأنها سرك، وأنك تثق بها، وصدقني ستصبح بالنسبة لها أغلى شيء في حياتها، وعندها لو طلبت منها أن ترمي نفسها في عرض البحر فلن تتردد بإذن الله.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً