السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر (29) عاماً، وقد أنهيت الماجستير بالقانون، تقدمت لخطبة فتاة من نفس العائلة بناءً على ترشيح الوالدة حسب العادات والتقاليد السارية، واعتماداً على سمعة والدها، وما شجعنا أنها أنهت دراسة طب الأسنان.
المهم: تمت الرؤية حسب العادات، ويشهد الله أنني لم أشعر بالراحة أو الانجذاب نحوها نهائياً بالرغم من أنني استخرت الله قبل الذهاب للرؤية.
وعبرت للأهل عن هذه المشاعر فوراً، ولكن أشاروا علي بعدم التسرع لأن مثل هذه الأمور لا تنشأ إلا بالاحتكاك والنقاش، وبالتالي لابد من التعجيل بعقد القران، ونزولاً عند رغبة العائلة وبالرغم من شعوري بالنفور من الموضوع برمته أقدمت على القران وكأنني ذاهب لكارثة غير شاعر بالفرحة أبداً.
مضى الأسبوع تلو الأسبوع والمشاعر ذاتها لم تتغير، بل اكتشفت أن الفجوة بيننا تتسع نظراً لتباين بيئتينا الأسرية، ولمست صفات مذمومة لم ترق لي.
المهم: أصبحت أعزف عن الزيارة لها، حتى الاتصالات الهاتفية أقوم بها رفعاً للعتب وغصباً، بل وأنا جالس معها أصبحت أستعجل المغادرة، يعني: مزيج من القرف والنفور، وصارحتها بأنها يجب أن تطور نفسها وتخرج من حالة البرود والانكفاء على الذات، ومنحتها عدة كتب وأرشدتها لبعض مواقع النت المختصة، وكانت تتعاطى مع كل ذلك بلامبالاة وأنها أمور سطحية.
استشرت أصدقائي فقالوا لي: إن مثل هذه الأمور تكون في البدايات ويوماً بعد يوم يزداد التقارب وتشعر بالسعادة خلال التحضير للزواج، وآخرون قالوا: إن الوضع غير طبيعي.
المهم: مضى الآن على القران (3) أشهر وأنا أشعر بتمزق وانعدام الألفة والمودة تجاهها، وأنني أعيش أمراً واقعاً، أخشى من المضي بطريق مآله الفشل، بعد ثلاثة أشهر لا شيء يتقدم والأمور تزداد تعقيداً.
وأشعر أن الانفصال خير من الكذب والتمثيل بالسعادة، ووضع حد لعلاقة (3) أشهر خير من الاستمرار بلا مشاعر (50) سنة، وأحسب أن يكون ذلك من البلاء، واستخرت واطمأن قلبي لذلك، أتطلع الآن للاستشارة.