الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد الفتاة في الزواج بمن يختلف عنها في الدراسة والعادات

السؤال

أنا فتاة عاملة منذ تخرجي بتفوق -ولله الحمد- وأصنف نفسي أني اجتماعية بفضل الله، وقد تقدم لي شاب ليس مثلي من الناحية الدراسية أو العادات، لأني من منطقة مختلفة عنه من نفس البلد، ومن المفترض أنه زوج المستقبل فلا بد أن تكون الروابط التي بيننا متقاربة، ولكنه طيب إلا أن التعامل معه متعب لتفكيره البسيط، وأشعر بعدم الميل إليه إلا أن العائلة تضغط علي لأن عمري قد آن للزواج، وقد استخرت الله تعالى فشعرت أن صدري ضاق منه بعد ما حصل بيني وبينه محادثاث، فهل أواصل معه أم أنتهي من هذا الارتباط؟!
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سبأ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الضيق المذكور لا عبرة به إذا لم تكن له أسباب ظاهرة، وإذا وجدت في نفسك نوعا من الميل إليه ولو يسيرا وكانت رغبة الأهل في الارتباط به وهو كما ذكرت طيب فنحن ننصحك بعدم الاستعجال في إيقاف العلاقة، وندعوك لصلاة الاستخارة وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولا مانع من تكرارها.

كما أرجو أن تنظري في الخيارات البديلة، وحاولي أن تنظري في الإيجابيات والأشياء الأساسية بعد الدين والأخلاق كحرصه على العمل واعتماده بعد الله على نفسه وقدرته على تحمل المسئولية واستقرار أسرته.

كما أرجو أن ينظر أهلك في الرفقة التي حوله، مع ضرورة فهم درجة تعامله وتفاعله مع من حوله، وهذه من المهارات الهامة جداً، وهي بلا شك أهم من الدرجات العلمية؛ لأن الرجل إذا دخل إلى المنزل فينبغي أن ينسى مناصبه وشهاداته وكذلك المرأة، فإن الدرجات العلمية والوظيفية ما هي إلا مظاهر، وقد تزيد في التوافق ولكنها ليست شرطا للنجاح، فما أكثر من نجحوا جداً رغم تفاوت الدرجات العلمية والوظيفية والاجتماعية، وقد كانت زوجة الحطاب تسمي زوجها الملك، فقالت لها ابنتها: إني أسمعك تقولين لوالدي يا ملك وهو حطاب، فقالت لها: إنه حطاب في الخارج ولكنه عندنا ملك.

ومن هنا فنحن ننصحك بإعطاء نفسك فرصة، وعليك بالنظر في الفرص المتاحة والبدائل المتوقعة، ولا ننصحك بالزهد فيه إذا كان صاحب دين وأخلاق، ولا تهتمي بكلام الناس فإن رضاهم غاية لا تدرك، ولن تسلمي من لومهم في كل الأحوال، ولكن العبرة بما يرضي الكبير المتعال، فاجعلي قرارك نابعاً من قناعاتك الشخصية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً