الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوى الإيمان في القلب مع عدم القيام بالطاعات إلا في المناسبات

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعرف أن الله خالق الأكوان، وأؤمن بأن محمداً رسول الله، باختصار أنا مؤمن في قلبي، ولكن العبادات لا أعمل منها شيئاً إلا المناسبات، وكلما أتوب أرجع ثانية، فدلوني وجزاكم الله خيراً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإيمان قول باللسان وتصديق الجنان وعمل الأركان والعمل بصدق الإيمان، ولا تستطيع أن تزعم أنك تحب الله ولا تطيعه أو تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وتصدقه ولا تعمل بما جاء به، وقد أحسن من قال:
لو كان حبك صادقاً لأطعته **** إن المحب لمن يحب مطيع

وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر القلب وصدقه العمل، فاتق الله في نفسك وعد إلى صوابك، واعلم أن الله سبحانه لا تخفى عليه خافية.

وقد جاء أقوام من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: (نؤمن بك ونفعل كل شيء إلا الصلاة، فقال لهم: لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود)، وقاتل الصديق - رضي الله عنه - مانعي الزكاة، وقال قولته المشهورة: (لو منعوني عقالاً أو عناقاً كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه).
ومن هنا يتضح لك أن الأمر ليس بالهوى ولكنه استسلام وانقياد وطاعة لرب العباد، فاطرد عن نفسك الوساوس والهواجس، واطلب العلم، وجالس العلماء، وصادق من يذكرك بالله إذا نسيت، ويعينك على طاعة الله إن ذكرت، وسارع بالتوبة النصوح قبل أن يدركك الأجل ولن ينفع عند ذلك الندم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يلهمك السداد والصواب ومرحباً بك في موقعك وقد أسعدنا سؤالك هذا لأنه دليل على أنك بدأت تشعر بخطورة التهاون في أداء العبادات، ومن هنا تبدأ التصحيح، ونسأل الله لنا ولك الهداية.

ويمكنك مراجعة هذه الاستشارات حول تقوية الإيمان:
(240748 - 231202 - 278059 - 278495)
و البداية الصحيحة للالتزام (231202 - 278059)
وكيفية السبيل والطريق إلى الله: (258546 - 247251).

وبالله التوفيق السداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً