الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الفتاة من الخاطب التقدم مرة أخرى بعد رفض سابق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لقد استشرتكم سابقاً عن أستاذي بالجامعة الذي تقدم للزواج بي، وهو صاحب خلق ودين، إلا أن أبي رفض ولم يستشرني، ونصحتموني بأن أطلب من قريبة هذا الرجل أن تكلمه، ولكنها رفضت بحجة أنه لا يجوز، وأنها لا تتكلم معه عادة، وقالت أنه هو الذي سألها عني لأنها كانت زميلتي بالجامعة، وأن أذهب إلى الجامعة وأسلم عليه كأستاذي وهو سيفهم أنني سأقبل، علماً أنه قد جاء إلى المركز الذي آخذ فيه دورة كمبيوتر قبل أشهر، وحاول التكلم معي بنية طيبة إلا أنني لم أعطه الفرصة لأنني أخاف على سمعتي، وأتندم الآن أنني لم أسمع ما أراد أن يقول مع أنه عرّف نفسه لأستاذ الكمبيوتر في المركز، إلا أنني ترددت؛ لأنه تردد أيضاً في أن يتكلم معي، فماذا أفعل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك وأن يغفر ذنبك وأن يستر عيبك، وأن يجبر كسرك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فلقد أشرنا عليك في الرسالة السابقة أن توسطي هذه الفتاة التي هي قريبة من هذا الرجل لتتحدث معه وتخبره بأن يتقدم لأهلك باعتبار أن هذا هو الأنسب لحال المرأة المسلمة خاصة في هذا العصر، لأني ذكرت لك أن العصر الذي كان تعرض فيه المرأة نفسها على العبد الصالح عصر قد انتهى إلى حد كبير، وأصبح هذا الأمر منبوذاً ويُفهم فهماً قاصراً، بل إن أي رجل الآن عندما يرى نوعا من التهاون أو القبول من قبل المرأة يسيء بها الظن غالباً لأنه يقول: هذه الفتاة التي تتكلم معي وتحاول أن تقيم علاقة معي قطعاً لابد أنها تكلمت مع غيري وأنها لا تصلح أن تكون زوجة، في حين أنها قد تكون صادقة ولعله أن يكون هو الأول في حياتها، ولذلك أقبلت عليه بكل جوارحها ومشاعرها وصدقها، إلا أن هذا الأمر غالباً ما يفهم على خلاف طبيعته، وذلك نظراً لاختلاف الزمان والمكان ونظراً لضعف الإيمان وعدم التزام الناس في العموم بالإسلام جعل سوء الظن هو الأصل وجعل حسن الظن هو الفرع.

وأرى أن تكرري المحاولة مرة أخرى عن طريق بعض معارف هذا الرجل، فإذا كنت تعرفين أحداً من أقاربكم من الثقات الذين يستطيعون أن يتكلموا مع الرجل بطريقة غير مباشرة فلا مانع، وأما أن تتكلمي معه فأرى أن هذا الأمر وإن كان جائزاً من حيث الشرع وأنه قد حدث فيما مضى إلا أنني أخشى أن يُفهم خطأً من هذا الرجل، خاصة وأنك أيضاً في المرة الثانية عندما حاول أن يتكلم معك إلا أنك أعرضت عنه وترددت أيضاً في الكلام حيث إنه حاول أن يتكلم معك قبل أشهر ورغم ذلك أنت لم تتجاوبي معه، فأنت بذلك قد أغلقت الطريق أمام الحديث معه وهذا شيء رائع؛ لأنه بلا شك لا يجوز للمرأة الأجنبية أن تكلم رجلاً أجنبياً عنها ما دام لا يوجد هناك نوع من الترابط أو الرباط الشرعي الذي أباحه الله من خلاله الكلام والحوار والحديث والتفاهم

وما دام قد أتيحت الفرصة للكلام ولم تتمكني منها فلعله أن يكون - والله أعلم - ليس من نصيبك، ولذلك أوصيك بالاجتهاد في الدعاء وصلاة الحاجة وقيام الليل - خاصة في جوف الليل - وتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء أن يقدر الله لك الخير حيث كان، سواء كان هذا الشخص أم غيره، ولا تتكلمي معه فإن ذلك لا يليق، خاصة وأن الرجل عرض نفسه عليك وأنك أغلقت الباب في وجهه، وإذا كان لك فيه نصيب فسوف يأتيك مهما طال الزمن، ولا أريدك أن تشغلي نفسك كثيراً بهذا الأمر كثيراً.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد وأن يقدر الله لك الخير حيث ما كان، وأوصيك بالإكثار من الدعاء والصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكثرة الاستغفار؛ لأن هذه كلها مفاتيح الرزق التي لا يهان أبداً من ولجها ومن استعملها، واعلمي أن الله تبارك وتعالى عند حسن ظن عبده به، فأحسني الظن بالله، وتوكلي على الله، واجتهدي في الدعاء وأبشري بفرج من الله قريب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً