الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأم في رفضها قسمة ميراث الأب

السؤال

توفي والدي وترك لنا قطعة أرض تساوي ملايين الليرات، وأمي تعارض أياً منا في ميراثه، وأصبحت قاسية علينا جداً وعلى أبنائنا، وكل من يفكر في بيع حصته تهدده بالغضب عليه، علماً أننا أعطيناها أكثر من الثمن بكثير، فهل نبرها رغم تسلطها علينا أم ماذا نفعل؟ والله إننا مثل الخدم لها، لكنها لا تقدر ذلك، وتنحاز إلى البعض والذين لا يبرونها أبداً.

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيادة النور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نطالبكم بملاطفة هذه الوالدة والاجتهاد في برها والإحسان إليها والصبر عليها، فإن لذة الثواب تنسي الآلام، علماً بأن المطالبة بتقسيم الميراث لا يدل على عدم البر بالوالدة، ولا مانع من اللجوء إلى الجهات الشرعية ومطالبتها بالتدخل، مع ضرورة أن تكون البداية بطلب المساعدة من العلماء الفضلاء والعقلاء من المحارم، فإن عدم قسمة الميراث يسبب الكثير من المشاكل والأزمات الحاصلة في ديار المسلمين.

ونحن نوصيكم بالبر والإحسان للوالدة، مع ضرورة الإكثار من الدعاء للوالد الذي ترك لكم الأموال وسهر من أجل راحتكم.

وأرجو أن أقول لكم: إن قسوة الوالدة لا تبرر لكم التقصير في حقها، ومن الضروري أن تحاولوا معرفة أسباب رفض الوالدة لقسمة الميراث، فإن معرفة السبب تساعدنا في إصلاح الخلل، كما أن إزالة المخاوف سوف يسهل عليكم إقناعها.

وإذا قمتم بواجبكم في البر وطالبتم بحقكم في أدب فلن يضركم غضب الوالدة، مع ضرورة اتخاذ الوسائل المناسبة، واستعمال الحكمة في إدارة هذه الأزمة.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً