السؤال
السلام عليكم.
كنت ملتزمة بالصلاة لدرجة أنني كنت أُحسد على ذلك، وفي يوم من الأيام حصلت معنا حادثة فتركت الصلاة فترة، وكلما أردت الرجوع للصلاة تحدث حادثة أخرى، وأحاول الرجوع للصلاة لكنني أخاف من حدوث شيء، فساعدوني.
السلام عليكم.
كنت ملتزمة بالصلاة لدرجة أنني كنت أُحسد على ذلك، وفي يوم من الأيام حصلت معنا حادثة فتركت الصلاة فترة، وكلما أردت الرجوع للصلاة تحدث حادثة أخرى، وأحاول الرجوع للصلاة لكنني أخاف من حدوث شيء، فساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكم هو عجيب أن تتركي الصلاة لأجل حدوث حادثة، والسلف كانوا يفزعون إلى الصلاة عند حصول الحوادث ونزول النوازل؛ لأنهم كانوا يجدون فيها راحتهم، ويتأولون قول الله: (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ))[البقرة:45]، فكانوا إذا حزبهم أمر فزعوا إلى الصلاة، فكانوا يجدون فيها الراحة والطمأنينة.
وأما أن يترك الإنسان الصلاة لحصول الحوادث المؤلمة فذلك شأن من قال الله فيهم: (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))[الحج:11]، فتعوذي بالله من الشيطان، واعلمي أن الصلاة أمان في الأرض كما قال صديق الأمة عليه من الله الرضوان.
وبالصلاة والصلاح والأخلاق والتقوى والدعاء سيُدفع عن الناس البلاء؛ لأن قدر الله لا يرد إلا بقدر الله، والذي يترك الصلاة عند نزول المصائب كالمريض الذي يترك الدواء ويطلب الشفاء، وربما كان في هذا العمل لون من التسخط والاعتراض، وهذا أمر له خطورته على عقيدة المسلمة.
وهذا الاعتقاد الحاصل من الشيطان، وأفضل علاج يكون بمخالفة هذا العدو الذي يبكي إذا سجدنا لأنه يتذكر أمره بالسجود فلم يسجد فله النار، وأمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، فعاملي ذلك العدو بنقيض قصده، وتوكلي على من بيده ملكوت كل شيء.
واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن التطيُّر والتشاؤم من أمور أهل الإشراك، وهي محرمة في شرع ربنا، فكيف إذا كان التشاؤم والتطيُّر من أعظم الطاعات - الصلاة - بعد توحيد رب الأرض والسموات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة العودة إلى الصواب قبل حصول الندامة والعذاب، وتعوذي بالله من الشيطان ورددي آيات الرقية وحافظي على أذكار المساء والصباح، وأكثري من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
ونسأل الله لك التوفيق والهداية، وأرجو أن نسمع عنك الخير.
وبالله التوفيق.