الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقصير في الطاعات بسبب الانشغال بالعمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 21 عاماً، دخلت مجال الحياة العملية منذ خمسة أشهر تقريباً، وكل يوم يبدأ دوامي من الساعة السابعة والنصف إلى الساعة الخامسة، وبعدها مباشرة أنتقل إلى العمل في مكان آخر إلى الساعة التاسعة ليلاً، وذلك بسبب ضيق في الأحوال المادية.

لكن المشكلة أني أصبحت أشعر بأني مقصر في حق الله تعالى، مع أنني أصلي كل الأوقات في وقتها تقريباً، لكني أقصر في قراءة القرآن وحفظه وحضور مجالس العلم وصلة الرحم، فأرجو توجيهي ونصحي ماذا أعمل؟ وهل أترك عملي الثاني لأني أشعر بضيق في صدري؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك على خير ما دمت تحافظ على الصلوات في وقتها، وتلاوتك للقرآن وصلتك للرحم وغير ذلك من الأعمال الصالحة سوف تؤجر على صدق نيتك فيها، وأنت أيضاً تستطيع أن تأخذ بحظك منها إذا حرصت على تنظيم وقتك، نسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك وأن يلهمك رشدك والسداد.

ولا شك أنك سوف تستفيد من هذا العمل المضاعف في بداية مشوارك، والشباب طاقة جبارة، ومن لم يشغل نفسه بالخير والطاعات شغلته نفسه بالشر والباطل، والإسلام دين يحترم العمل ويشجع على الكسب الحلال، ولذلك جاء التوجيه القرآني بقوله: (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ))[الجمعة:10]، وقال سبحانه: (( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15].
ونحن لم نؤمر بأن نجلس في المساجد ونترك العمل ونكون عالة على غيرنا، بل إن رسولنا قال لمن عنده كفاية: أعمل وصل به رحمك، ونعم المال الصالح للرجل الصالح، وهنيئاً لمن كسب المال من حلّه ووضعه في محله، والموفق من رزق خيراً ومالاً فاتقى الله فيه ربه ووصل به رحمه.

ونحن لا ننصحك بترك عملك الثاني، ولكننا ندعوك إلى الإكثار من ذكر الله وتلاوة ما تيسر من كلام الله، وقد كان بعض الزملاء يقرأ القرآن في ذهابه للعمل وفي طريق عودته كذلك، وكان يختم عددا من الأجزاء، وهذا أمر يسير إذا عود الإنسان نفسه عليه.

فسدد وقارب وتوكل على ربك واستعن به ولا تعجز، فإنه الموفق للخير وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً