الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجد زوجة متدينة وصادقة معي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب متدين عشت في أمريكا، وعندما وصلت لسن الزواج طلبت من أمي أن تجد لي عروسا، وأغلب البنات العربيات في أمريكا يعشن على الطراز الغربي، وكثير من العرب هنا لا يجدون الوقت لتربية أبنائهم على الدين والأخلاق.

طلبت من أمي أن تخطب لي فتاة من بلدنا الأصلي، والمشكلة التي واجهتني هنا أني لا أعرف طبيعة المجتمعات العربية، حتى في ما يتعلق بالدين، كنت أظن أن الدين هنا من أولويات الناس، فاكتشفت العكس، فكثير من الناس يعيشون حياة غربية ولا يهتمون بالدين.

عقدت قراني على فتاة كنت أظنها على أدب وخلق، ثم اكتشفت أنها غير مواظبة على الصلاة وأنها تدخن (الأرجيلة)، وكانت على علاقة حب بشاب رغبة في الزواج، فأنهيت علاقتي معها.

ما يزعجني أني بعد كل هذا البحث والأحداث رجعت إلى نقطة الصفر ولم أجد الفتاة المتدينة، واكتشفت أن أغلب الفتيات في هذا البلد العربي بعيدات عن الدين بسبب الهواتف والمسلسلات والإنترنت.

فماذا أفعل؟ أعرف أن هناك الكثير من البنات الصالحات اللاتي تربين على الدين، لكني لم أعرف منهن إلا القليل، فهل أتنازل عن شرط التدين وأقبل بالجمال والوظيفة؟ وأعلم أن ضعيفة الدين ليست بفاسقة، لكني أفكر أنها ستصبح أما، والأمومة معناها التربية، فكيف لفتاة تجهل دينها أن تربي أبناءها على الدين؟

قد تكون مشكلتي صغيرة بالنسبة للبعض، لكني أكبر في العمر وما زلت أبحث عن المتدينة، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
لقد أعطانا نبينا -عليه الصلاة والسلام- الصفات التي ينبغي أن تكون عليها الزوجة، فقال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

الدين هو أساس كل شيء، وبه ترتبط بقية الصفات، فالجمال والمال والحسب قد يطغي المرأة ويجعلها تتمرد على زوجها وتترفع عليه، أما الدين فإنه يلزم المرأة أن تعرف حدها وحدودها وتعرف ما لها وما عليها حتى لو كانت جميلة وصاحبة مال وحسب فإن الدين يهذب ذلك.

لا شك أنه في هذا الزمان قل تدين بعض الناس، ولذلك فقد يكتفي الإنسان بأصل التدين ويقبل بأحسن الموجود الذي يمكن أن يبني الزوج عليه فيما بعد ويجتهد في تقوية إيمان زوجته ويعلمها ويوجهها، مع وجود فتيات كثيرات على دين وخلق، فلا يجوز أن نعمم الفساد كوننا بحثنا عن ثلاث أو أربع ولم نجدهن بذاك الالتزام.

الزوج هو قائد وربان سفينة البيت وهو الذي يوجهها كيف يشاء، فيؤسس لأسرة صالحة والمهم في الزوجة ألا يكون عندها بعض العادات السيئة كشرب الدخان والتبرج السفور على سبيل المثال.

لا شك أن العيش في بلاد الغرب يؤثر على تدين الناس وتربيتهم، ومن أجل ذلك نهى نبينا -عليه الصلاة والسلام- عن السكنى بين ظهراني المشركين فقال: (أنا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين لا يتراءى ناراهما).

البيئة العربية أفضل من البيئة الغربية، والبيئة البدوية أفضل من البيئة المتمدنة ولست ملزما أن تتزوج من بلدك، بل يمكنك أن تتكلم مع زملائك من بلدان عربية أخرى ليدلوك على امرأة صالحة، ولن يعدم ذلك بل قد تجد بغيتك -بإذن الله تعالى-.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وسل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة.

أوصيك أن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة وتنوع العمل الصالح على سيل الدوام فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

أكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً