السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية: بارك الله فيك يا دكتور محمد، وجميع القائمين على هذا العمل، وجزاك عنا خير الجزاء، وجعل جهدك خالصاً لوجهه الكريم!
باختصار، أنا مريضة باكتئاب ثنائي القطبية من الدرجة الثانية، وقد عانيت من التشخيص الخاطئ لمدة عشر سنوات، ولابد أن تعرف أن هذا التشخيص كان منذ ستة شهور، ووصف لي لامكتال بالتدريج إلى أن وصلت إلى 100 صباحاً و100 مساء، مع 100 سيركويل صباحاً ومساء.
ولكني دمرت وفقدت ما تبقى لي من أي إحساس بالصحة أو بالحياة، وعادت الأعراض الكلاسيكية للاكتئاب تغير صوتي، واستيقظت فجأة على مشاعر مدمرة، وكأني كنت مغيبة عن آثار هذا المرض، من احتقار للنفس وكره شديد لكل مظاهر الحياة من حولي؛ فأوقفت الدواء بعد أن صرت كالشبح! واشتدت حساسية عيوني للضوء، وفقدت ثقتي بنفسي بشكل أفجع من حولي!
وقد اعتمد الطبيب في تشخيصه عندما أخبرته بوجود حالة في عائلتي وهي بنت خالتي، ولابد أن أخبرك يا دكتور بأني كنت أتابع في مستشفى آخر لمدة ست سنوات، من المتابعة والمناظرات المتعددة والتنويم بطلبي، وكنت حسب تشخيص أطباء المستشفى أنها اضطرابات مزاج واكتئاب بصورة ذهان، ونسيت أن أبين لك يا دكتور أن حالة الهوس هي شعوري فقط بأني أفضل، وأني سأكون بخير وأن الدنيا حلوة وليست بهذه البشاعة التي أتصورها!
هذا الإحساس لا يستمر عندي سوى دقائق في اليوم، أو إلى يومين، وأحياناً كل أيام الأسبوع أكون في تقلب مريع وحاد في المزاج، مثل قطار الملاهي! ولا أنسى معاناتي الشديدة من علة عدم التأكد من الذات!
كل هذا ذكرته تمهيداً لتأخذ تصوراً عن المعاناة، وأنا الآن يا دكتور حامل وعندي ولد عمره تسع سنوات، وأنا حامل منذ شهر، وكنت طبعاً قد أوقفت لامكتال، وبدأت خلال هذا الشهر باستعمال سيروكسات مع سيركويل، أي كنت آخذ 30 ملجم سيروكسات مع سيركويل بدون وصفة ولا استشارة، لأنها كانت موجودة عندي، وكنت آخذ هذه الجرعة مساء فقط.
سؤالي: هل يوجد تعارض بين الدوائين سيروكسات مع سيركويل؟
وسؤالي الآخر الذي أكتب الاستشارة من أجله هو: حملي مضى عليه شهر كامل، وأستعمل الأدوية مع اكتئاب ثنائي القطبية، وأنا لا أريد الحمل! كفى بمعاناة المرض النفسي التي لا تطاق، أنا متوترة اجتماعياً ونفسيا بدرجة شديدة كما ورد في تقاريري، وعندي مشاكل زوجية، فبماذا تنصحني؟
إن قسوة المرض تنوء بها الجبال، فكيف بي وبطفل سأتحمل مسؤوليته؟ وأنا متأكدة أني سأظلمه ولن أستطيع أن أعطيه كأم طبيعية ما يحتاجه، فهل وجود طفل جديد بحياة إنسانة تتمنى كل ليلة أن لا يشرق عليها يوم جديد، هل سيحسن وجوده من حالتي كما يظن من حولي؟ وهل هذه الأدوية خطيرة على الجنين؟
أعتذر بشدة عن الإطالة! أنقذني فأنا أنتظر ردك!