الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر في الإسلام.. مفهومه وحالاته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أسأل عن مفهوم الصبر في الإسلام، وكيف يكون؟ وما هي حالاته؟ وهل إذا حلت بي مصيبة أو حزن فبكيت وشكوت، فهل هذا لا يعتبر صبراً؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ LANA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يسعدك في الدارين، وأن يقيك الهموم والغموم والأحزان والأكدار، وأن يجعلك من الشاكرين.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه لا يخفى عليك أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار، وذلك لحكمة يعلمها الله جل وعلا، وإن كان قد أشار إلى بعض صورها في القرآن والسنة، وكلما زاد إيمان العبد وقويت علاقته بالله تعالى كلما كان أكثر عرضة للامتحانات والابتلاءات، وهذا ما عبر عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم: (نحن معاشر الأنبياء أكثر الناس بلاءً ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فمن قوي إيمانه اشتد بلاؤه، ومن ضعف إيمانه قلَّ بلاؤه)، وهذه هي القاعدة العامة غالباً، وذلك حتى تستطيع أن نؤدي عبادة الصبر الذي أمرنا الله به عند نزول البلاء.

كما أن الصبر له أركان لابد منها حتى يكون الإنسان صابراً فعلاً ومستحقاً لثواب الصابرين، وهذه الأركان هي:

1- حبس النفس من التسخط على أقدار الله المؤلمة، حيث نجد بعض الناس إذا نزل بهم بعض البلاء يجزعوا جزعاً شديداً ويسخطون على الله - والعياذ بالله - وقد يصل الحال ببعضهم إلى الكفر - والعياذ بالله - والمطلوب من المسلم الصادق أن يرضى بما قسمه الله له، وأن يعلم أن ما قدره الله له هو عين الخير وإن كان يرى خلاف ذلك.

2- حبس اللسان عن الشكوى، فلا يظل الإنسان يشتكى الله لكل - أو لأكثر - الخلق، فكلما سأله إنسان - أو حتى بدون سؤال - تجده يشكو حاله للناس، وهذه من علامات عدم الرضا لأننا بذلك نشكو الذي يرحم إلى الذي لا يرحم.

3- حبس الجوارح عن المعصية كلطم الخدود وشق الجيوب والملابس والدعاء بدعوى الجاهلية كما ورد في الحديث، وأما إذا صبر الإنسان واحتسب الأجر عند الله انقلبت المحنة إلى منحة، وتحولت البلية والمصيبة إلى عطية وهدية، وصار المكروه محبوباً، وحظي الإنسان بمقام ومنزلة الصابرين التي قال عنها المولى جل وعلا: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))[الزمر:10]، فالصابرون هم أعظم الناس أجراً يوم القيامة، وأما البكاء - مجرد البكاء - فهذا لا يؤثر على الثواب ما دام الإنسان لا يكثر الشكوى أو يجزع أو يسخط على أقدار الله، وإنما يحرص دائماً على قوله: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وخلف لي خيراً منها)، وأما حكاية الحال بدون شكوى فهذا جائز.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والثبات على دين الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً