الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الفتاة للشاب المتقدم عليها ومحاولة نسيانها والانشغال بطلب العلم

السؤال

أحببت فتاة زميلتي في الجامعة، وبعد الاستخارة تقدمت لخطبتها فرفضت بحجة أن الوقت غير مناسب، ولكن من نقاشها معي تبين لي أنها رفضتني لديني، فكيف أنساها بعد علمي بأنها ليست خيراً لي (نتيجة للاستخارة) أم أحاول دعوتها للالتزام بدين الله عز وجل رغبة مني في إعادة المحاولة مرة أخرى، مع العلم أنها محجبة ولا ينقصها إلا القليل، مثل ترك المصافحة والتزام الضوابط الشرعية في التعامل مع الزملاء في الجامعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد      حفظه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك، ويسعدنا أن نلتقي بك دائماً، وبخصوص ما ذكرته في رسالتك -حفظك الله- من أنك أحببت فتاة زميلة لك بالجامعة، وأنها رفضتك لدينك، وتقول لي وكيف أنساها؟
أنا حقيقة لا أدري من الذي قال لك: انسها؟ ثم -أخي المبارك- ألم تستخر الله تعالى وعلمت أنها ليست خيراً لك كما ذكرت.
لماذا أخي تصر على الارتباط بامرأة لا تريدك؟ وأي حب هذا الذي يجعلك تتخلى عن نفسك ومبادئك لامرأةٍ لا تريدك؟
كان الأولى بك فعلاً أن تنساها مطلقاً؛ لأنها لا تصلح لك بالحالة التي هي عليها الآن -على الأقل- خاصةً وأنها غير ملتزمة بالمعنى الذي تريده أو يريده الشرع؟
لماذا لا تتزوج بامرأة جاهزة تحبك لدينك، وتحب الإسلام، وتعمل به، وتعيشه واقعاً يوميّاً؟
لماذا نشق على أنفسنا ونحملها ما لا تطيق؟
ألم يقل مولانا: ((وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ))[البقرة:221]؟!
ألم يقل رسولك صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
فأنصح لك بالتفرغ لدراستك حتى تكون علماً من أعلام الإسلام العظام، وعند تخرجك ستجد العشرات من الصالحات القانتات في انتظارك بإذن الله، فلا تشغل نفسك الآن - أخي محمد - فالأمة المسكينة في حاجة إليك وإلى أمثالك من الشباب الصالح الذي يضحي بملذاته وشهواته ورغباته من أجلها حتى تستعيد مجدها وكرامتها ومنزلتها بين الأمم، وهذا هو حنظلة بن عامر رضي الله عنه غسيل الملائكة الذي ترك امرأته في ليلة عرسه، وخرج للجهاد في سبيل الله، فمات شهيداً خير برهان على ذلك.
مع تمنياتي لك بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً