الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة علاج الأفكار الانتحارية والوساوس حول الله ورسوله

السؤال

كنت آخذ (الإبيكسيدون) أو (الريسبيردال6ML) (سبرالكس20Mlgl) لمدة شهر، وكنت أحس بخمول شديد واكتئاب شديد وقلق وهلع شديد، ثم فجأة انتابتني وساوس شديدة حول الله والرسول، وأفكر بالانتحار، ثم نتيجة لذلك قلل الدكتور الجرعة إلى (3ML ريسبيردال) وإيقاف (سبرالكس)، هل هذا التصرف صحيح؟

وأنا أيضاً أعاني من صفات سيئة شديدة وخجل شديد وبي صفات سيئة شديدة وأفكر بالانتحار، ما الحل؟ وما هي الأدوية المناسبة لي؟ أرجو قراءة حالتي بدقة والحرص في وصف الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/عمرو حفظه الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

التفكير في الانتحار ليس بالشيء المحمود مهما بلغت الظروف وكثرت الأهوال على الإنسان؛ لأن الحياة ‏هي هبة الله لنا، وهو المعطي وهو الآخذ، كما أن الانتحار أو التفكير في الانتحار له تبعات عظيمة على ‏الإنسان نفسه من الناحية الشرعية، وفي ذات الوقت يؤثر بصورةٍ سلبية على ذويه.‏

أنا أقدّر مشاعرك جدّاً، وفي ذات الوقت أؤكد لك أن الحياة طيبة وجميلة، وأنا على ثقةٍ أن لديك أشياء ‏كثيرة كي تعيش من أجلها.‏

لا شك أن الطبيب الذي قام بتعديل الأدوية ربما يكون في وضعٍ أفضل مني لتقييم حالتك، ولكن الذي ‏أود أن أؤكده لك أن (الرزبريدال) من الأدوية الممتازة جدّاً، لكنه فعلاً ربما يسبب نوعاً من الخمول أو ‏الكسل، خاصةً إذا كانت الجرعة كبيرة وفي الأيام الأولى لبداية العلاج؛ وعليه تُعتبر جرعة الـ3 مليجرام ‏التي طلب منك الطبيب أن تبقى عليه، أرى أنها جرعة مناسبة ولا تسبب آثاراً جانبية مثل التكاسل ‏والخمول.‏

أما بالنسبة للوساوس القهرية حول الذات الإلهية ونصوص النبي صلى الله عليه وسلم فإن شاء الله لا حرج ‏عليك في ذلك؛ لأن الوساوس هي أفكار متسلطة على الإنسان ودون إرادته؛ وعليك أن تحقر هذه ‏الأفكار وألا تعطيها أي قيمة، ويمكنك أن تضيف أحد الأدوية المضادة للوساوس، وأرى أن (البروزاك) ‏سيكون دواءً مناسباً؛ حيث أنه معالج جيد للوساوس وللكآبة، كما أنه لا يؤدي إلى الكسل أو الخمول، ‏بل على العكس تماماً ربما يؤدي إلى زيادةٍ في الطاقة الجسدية. ‏

أرجو أن تبدأ (البروزاك) بجرعة 20 مليجرام في اليوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفعها إلى كبسولتين في اليوم ‏إذا لم يحدث تحسن، أما إذا حدث أي نوع من التحسن المعقول فعليك بالاستمرار على كبسولة واحدة، ‏وفي تلك الحالتين، أي إذا استمريت على كبسولة واحدة أو كبسولتين عليك أن تواصل لمدة ستة أشهر ‏على الأقل، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن العلاج في حالة أنك كنت تتناول كبسولة واحدة، أما إذا ‏كنت على كبسولتين فأرجو أن تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة شهر ثم تتوقف عن العلاج.‏

أرى أنك إن شاء الله تعالى سوف تستفيد من الدوائين (الرزبريدال) و(البروزاك) وعليك أن تكون أكثر ثقة ‏في نفسك، وأن تحارب الأفكار الانتحارية، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، ونسأل الله لك الشفاء.

وبالله التوفيق.‏

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً