الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات لشاب يخشى غدر إخوانه وخاله

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
إخواني! أستشيركم في شيء مهم جداً الذي هو عن معيشتي مع إخواني، حيث إننا كنا مع بعض نسكن هنا في أمريكا في شقة، وكنا مع والدي رحمه الله، وبعد أن سافر والدي سافرت أنا، وبعد أن توفي والدي رحمه الله انتقل إخواني من هذه الشقة إلى السكن مع أشخاص آخرين بينهم قرابة مع إخواني، وهو خالهم وأقرباء والدتهم (خالتي زوجة أبي)، وقد كان خال إخواني بينه وبين والدي منافرة، وكان والدي لا يرتاح له من معاملته وتصرفاته السيئة، وهو دائماً يحسدنا ويكرهنا وبالأخص أنا.

انتقل إخواني إليه بدون إذن مني أو علمي، وقد أخذوا كل أغراض الشقة التي قمت بتأثيثها أنا ووالدي رحمه الله، وكلفتنا الكثير، وأخذو كل شيء وراحوا يسكنون مع خالهم، وبعد أن عدت من إجازتي ذهبت أسكن معهم ظناً مني أن هذا الشخص سوف يغير من طبعه، ولكي أعيش مع إخواني الذين أتمنى لهم الخير، ورغم سوء المعاملة والأخلاق السيئة التي كنت أجدها منهم إلا أني صبرت، ورغم المكان الذي هو ممرض وغير صحي صبرت من أجل إخواني، ولكن في الأخير أحسست بحالي أنني لا ينفع أن أعيش معهم، وبعد أن تلقيت كلاماً سيئاً من خالهم عزمت على أن أرحل إلى مكان آخر أعيش فيه، وكذلك كانت الشقة مزدحمة، رحلت من عندهم إلى أشخاص أعرفهم، سكنت معهم والآن أنا مرتاح في سكني، والحمد لله، ولكنني دائماً أعاقب نفسي وأتمنى أننا لو كنا مع بعض في شقة وحدنا مع إخواني الذين هم لا يحترمونني وأنا أكبر منهم، ولا يعتبرونني ولا يعاملوني بالاحترام كما أعاملهم.

إنني شديد المحاسبة لنفسي، إنني أعيش في مدينة واحدة أنا وإخواني ونحن متفرقون، دعوتهم للعيش معي ولكن دون جدوى، لا أحب معاتبة الناس لي والسخرية مني.

إنني أعيش بعيداً عن إخواني بالرغم من الذي جرى، والآن أريد أن أرحل بعيداً عن هذه المدينة، أريد أن أرحل إلى ولاية أخرى، ولكني لا أعلم عنها الكثير، ولدي هناك ناس أعرفهم، ولكن المشكلة أن أكثر الأشغال هناك المتوافرة حالياً هو العمل بمحلات يباع فيها الخمر والخنزير في سوبر ماركت، وهذا خوفي الشديد منه، علماً أنني أحسست أني غير آمن هنا في هذه المدينة التي يعيش فيها إخواني وأقرباء خالتي، أشعر أنهم يريدون أن يغدروا بي، وبعد أن تلقيت تهديداً من أخي الذي هم يحركونه كما يريدون.

أنا لا أخاف من شيء يعملونه، وإنما خوفي من الله سبحانه، وإنما أخاف الغدر وعدم الأمان، الله سبحانه هو من يقدر، وهو من ينفع ويضر.

إخواني! أريد منكم بأن تحلوا مشكلتي وترسلوا لي الحل بأقرب وقت، وجزاكم الله خير الجزاء.

وأطلب من إخواني الدعاء لي، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ويسامحنا، اللهم سامحنا يا رب العالمين، يا ملجأ كل ملهوف، ومأمن كل خائف، وغنى كل فقير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ali ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن رأس الأمر مخافة الله، ولن يضيع الله من خافه واتقاه، ورحم الله والدكم وأموات المسلمين، ولن تضرك خيانة وبغض ذلك الخال لك، والحقيقة نحن سعداء بتواصلك مع هذا الموقع، وفخورون بمشاعرك الطيبة تجاه إخوانك، ونبشرك بأن مساعدتك لوالدك في حياته سوف تقودك إلى الخير، فإن بر الوالدين يجازى عليه الإنسان في الدنيا والآخرة، وأرجو أن تعلم أن مواصلتك للإحسان والمعاملة الطيبة لإخوانك لون من البر لوالدك رحمة الله عليه.

ونحن لا ننصحك بالسكن مع ذلك الشرير، ولا نؤيد تركك لإخوانك لأجل معاملته السيئة، أو لأجل تقصير إخوانك في حقك، ونحن نتمنى أن تذكرهم بالله، وتمد لهم يد الإحسان والبر، واعلم أن معاتبة الناس لن تضرك إذا فعلت ما يرضي رب الناس، وتذكر أن كلام الناس لا ينتهي ولا يعجبهم العجب، إن رضاهم غاية لا تدرك، وجاهل من يترك ما يرضي الله ويتطلب إرضاءهم.

ومن حق الإنسان أن يحتاط لنفسه وأن يبتعد عن مواطن الشر، وأرجو أن تتجنب الاحتكاك بهم، وابحث لنفسك عن أصدقاء أخيار، ولا تعمل في عمل يغضب القهار، واحرص على تجنب الأخطار.

وقد أحسنت، فإن أهل الأرض لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، فكن مع الله ولا تبال، واعلم أن كل ما في الدنيا فان، وأن الدنيا لا تسكن إلا في القلب الخالي، فاحرص على طاعة الله واطلب المعالي.

وفي الختام نوصيك بتقوى الله والحرص على ذكره وشكره، والمداومة على طاعته، واعلم بأنك ما جازيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وتذكر أن فاعل المعروف لا يقع، وإن وقع وجد متكأً فقدم الخير وانتظر الأجر من الله وتوكل على الحي الذي لا يموت.

ونسأل الله العظيم أن يصرف عنك الشر وأهله، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً