الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب وعلاج صعوبات النوم وتغير وقته

السؤال

أعاني من تقلبات في النوم، يوماً أسهر إلى الفجر ويوماً أنام مبكراً! وهذا يحدث لي في أسبوع، وأنا إلى الآن على هذا الحال.

أرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء، مع العلم أنه يجب أن أنام 12 ساعة لكي أكون مرتاحاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بداية أود أن أوضح أن صعوبات النوم لها عدة أسباب، فإن هنالك أسباباً طبية جسدية، وهنالك أسباب نفسية، وهنالك أسباب ناتجة من عادات غير صحية ينتهجها بعض الناس في طريقة نومهم.

أما الأسباب العضوية فهي كثيرة مثل أمراض القلب، تناول بعض الأدوية، آلام الجسد المبرحة والمزمنة، أمراض الروماتيزم، وهكذا.

أما بالنسبة للأسباب النفسية فالاكتئاب النفسي والقلق النفسي هما أهم هذه الأسباب.

أما العادات السيئة – وهي من وجهة نظري الأكثر وسط مجموعة الشباب – فهي:

1) عدم ممارسة الرياضة.
2) السهر لساعات طويلة أثناء الليل.
3) عدم الذهاب إلى الفراش في وقت ثابت ومعلوم.
4) تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة وكذلك التدخين.
5) عدم الالتزام من البعض بأذكار النوم.

أنت لم توضح إذا كنت تعاني من قلق أو توتر أم هي مجرد عادة اكتسبتها، لكن عموماً إذا كنت قلقاً فنقول لك لا تقلق، حاول أن تعبر عن ذاتك، حاول أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وإذا كنت من الذين يتناولون الشاي والقهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشوكولاتا بكثرة فالذي أرجوه منك ألا تتناول هذه الأشياء بعد الساعة السادسة مساءً، حيث هذه المركبات والمشروبات تحتوي كلها على مواد تزيد من اليقظة.

من الضروري جدّاً أن تذهب إلى النوم في وقت محدد أثناء الليل، وأعني بذلك أن بعض الناس يذهب للفراش مثلاً الساعة التاسعة مساءً، وفي اليوم الثاني يذهب للنوم في الساعة الواحدة صباحاً، وفي اليوم الثالث يذهب في الساعة الحادية عشر، وهكذا.

هذا نظام ليس صحيحاً؛ لأن الإنسان ينظم نومه من خلال ساعة بيولوجية موجودة في المخ، وهذه الساعة البيولوجية تعمل من خلال نظام دقيق، هذا النظام يعتمد على إفراز مواد كيميائية، وهو يعتمد على مستوى الضوء الموجود، ويعتمد على إفرازات فسيولوجية وكهربائية داخل المخ، وهكذا.

إذن ترتيب هذه الساعة البيولوجية وجعلها تنتظم بصورة معينة هو من الأولويات التي تساعد على تحسين النوم.

أنصحك أيضاً بممارسة الرياضة، خاصة في أثناء النوم، ورياضة المشي أو الجري أو ممارسة كرة القدم أو السباحة، كلها إن شاء الله رياضات مفيدة جدّاً.

أرجو أن تكون حريصاً على أذكار النوم، فهي -إن شاء الله- فيها نفع كبير.

قبل النوم بساعة لابد أن لا تشغل نفسك بأي من الأمور المقلقة، ولابد أيضاً أن تفصل نفسك من المثيرات التي تمنع النوم مثل مشاهدة التليفزيون، والأفلام المثيرة، وفي المقابل تعتبر القراءة قبل النوم مفيدة، وتساعد كثيراً.

أنت ذكرت أنك يجب أن تنام اثنا عشر ساعة حتى تكون مرتاحاً، فلا شك أن هذا نوعاً من النوم غير الصحي، وهذا ربما يكون مؤشراً على إجهادك الجسدي أو وجود إجهاد نفسي، وأعني بالإجهاد النفسي وجود قلق أو اكتئاب بسيط، هذا يجعل الإنسان في بعض الحالات يحتاج لساعات طويلة من النوم، بالرغم من أن الاكتئاب والقلق هما في الأصل يقللان من النوم، ولكن في بعض الحالات حوالي عشرة بالمائة من مرضى الاكتئاب والقلق تكون دائماً لديهم حاجة للنوم لساعات طويلة، وبالرغم من ذلك لا يحس أحدهم بالارتياح.

أنا أريد أيضاً أن أصف لك دواء بسيطاً جدّاً يساعد في إزالة القلق والتوتر إن وُجد، هذا الدواء يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال MOTIVAL)، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، تناولها عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، انتظم على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم تناول هذه الجرعة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك نوماً سعيداً وهادئاً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً