الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاقة فقدان الصبر بالقلق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

هنيئا لكم النجاح في الدنيا والأجر في الآخرة.


مررت في الفترة السابقة بعدة مشاكل أسرية، ومشكلتي أنني أصبحت عديم الصبر ومتعجلاً في كل شيء، وأصبحت لا أستطيع الانتظار، فمثلاً إذا طلبت من شخص ما خدمة أصبحت لا أستطيع الانتظار حتى تأتيني النتيجة أو الإجابة، بل أجد نفسي مدفوعاً إلى الاتصال به وسؤاله عدة مرات، فإذا قال لي مثلاً: غداً الساعة 2 لا أستطيع الانتظار، بل أتصل به الساعة 2 لمعرفة ماذا حدث، فقدت قدرتي على الصبر فماذا أفعل؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيراً على سؤالك.

حالتك من الحالات البسيطة والشائعة، وهي تدل على أن لديك طاقات نفسية مكبوتة ومطبق عليها لفترة من الزمن، ثم بدأت تظهر على السطح، ربما لظروف حياتية معينة، أو لتطور طبيعي في مسار حياتك، والطاقات النفسية التي لديك هي طاقات يمثل القلق المحور الأساسي فيها، ومن الواضح أيضاً أن شخصيتك تحمل سمات القلق، والذي يسميه البعض بالقلق المقنع، واعلم يا أخي أن القلق طاقة نفسية مطلوبة، وهي الدافع من أجل النجاح، وتكوين الاستجابات الإيجابية لدينا .

صاحب القلق يعرف أنه في سباق مع الزمن، وربما يلجأ إلى تكبير وتضخيم الأشياء البسيطة .

بالنسبة للعلاج: أوله أن تعرف -يا أخي- أن هذا الأمر جد بسيط، فقط عليك أن تمارس بعض تمارين الاسترخاء، وتوجد عدة أشرطة بهذا المعنى في المكتبات، ومن صور الاسترخاء البسيطة : أن تستلقي في مكان هادئ، وتغمض عينيك، وتفتح فمك قليلاً، وتتأمل في شيءٍ طيب، ثم تبدأ في استرخاء عضلاتك ابتداءً بعضلات القدم، ثم تأخذ شهيقاً عميقاً وببطء، يعقبه زفير بنفس الطريقة، وتكرر ذلك 4-5 مرات في اليوم .

كما أرجو ممارسة أي نوع من الرياضة، وأفضلها المشي، فهو يقوي النفوس قبل الأجسام، ويمتص الطاقات الغضبية والقلقية .

كما أرجو أن تتعلم أن تؤجل بعض الأمور قصداً، وسوف تنزعج في الوهلة الأولى، ولكن بمرور الزمن ستشعر بأن تسارعك وسباقك مع الزمن أصبح يقل، وتتكيف مع الوضع الجديد .

أنت محتاج لعلاجات دوائية أيضاً، ومن الأدوية البسيطة والفعالة والغير مكلفة : دواء يعرف باسم (موتيفال) تأخذه حبة صباح ومساء لمدة ثلاثة أشهر، وإذا لم تحس بتحسن بعد شهر من بدايته مع تطبيق تمارين الاسترخاء أرجو إضافة دواء آخر يعرف باسم (تفرانيل) وجرعته 25ملجرام ليلاً.

ختاماً : أرجو أن تثق أن هذه الحالة بسيطة، وسوف تزول عنك بإذن الله، فقط عليك اتباع الإرشاد النفسي السابق، وتناول الدواء، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ليلى

    شكرا على مجهودكم

  • الجزائر عمر

    بارك الله فيكم استفدت الكثير

  • المملكة المتحدة nehad

    علي طول بحس بخنقه ودوخه وسرحان في الصلاه وصداع دائم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً