الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسارع نبضات القلب وارتباطها ببعض الأعراض النفسية

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تسارع بدقات القلب، أحس أحياناً كثيرة بضيق وكأن مصيبة حلّت عليّ، كما أنه عندما يمر بي شيء سيء يبقى بذاكرتي، معظم اليوم أبقى أفكر به، فهل للتسرع في دقات القلب عندي علاقة بذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ None حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هنالك أسباباً كثيرة لتسارع ضربات القلب، ونعني بذلك أن ضربات القلب أكثر من المعدل المفترض، ومن أكثر الأسباب الشائعة هي القلق النفسي، وتناول كميات كبيرة من الكافيين، والذي يوجد في الشاي، والقهوة، والبيبسي والكولا، وكذلك الشكولاتا، وأيضاً من الأسباب زيادة إفراز الغدة الدرقية، وفقر الدم أيضاً من الأسباب المهمة، وهنالك أسباب أخرى ولكنها ليست شائعة.

كل إنسان يعاني من تسارع في ضربات القلب ننصحه بإجراء فحص للغدة الدرقية، للتأكد من أن إفرازها ليس زائداً، وهذا الفحص بسيط جدّاً، وحتى إن وجد زيادة في إفراز هذا الهرمون فالعلاج سهل جدّاً.

بما أنك تحسين بالضيقة، ويأتيك هذا الشعور التشاؤمي كأن مصيبة قد حلت بك، وبما أنك أيضاً تكونين مشغولة في أحداث قد مرت، حتى وإن كانت بسيطة، هذا كله دليل أن شخصيتك من النوع القلقي، والشخصية قد تكون قلقة أو قد يكون القلق بمفرده علة مرضية تلازم الإنسان، وبعض الناس تكون شخصياتهم قلقة، وبعد ذلك تأتيهم أحداث حياتية تشكل عليهم ضغطاً، وهذا يولد لديهم القلق؛ لأن في الأصل شخصياتهم تحمل صفات القلق كمكون من مكونات الشخصية.

للإجابة على سؤالك: هل تسارع دقات القلب علاقة بالأعراض التي تعاني منها؟ فالقلق هو من أكبر هذه الأسباب، وأنت من الواضح أنك قلقة، ولكني بالطبع أريدك أن تتأكدي من الأسباب الأخرى، وهذا من قبيل التحوط وهي فحوصات سهلة جدّاً، قومي بفحص قوة الدم، اعرفي نسبة الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) لديك، وأيضاً قومي بفحص هرمون الغدة الدرقية كما ذكرت لك، وإن وجد أي صعوبات فالعلاج سهل جدّاً.

من أفضل طرق علاج حالة القلق التي تعاني منها هي تناول الأدوية المضادة للقلق، ومن أفضلها الدواء الذي يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) والجرعة هي نصف مليجراما (حبة واحدة) في الصباح، وبعد أسبوعين ترفع هذه الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم تخفض إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول هذا الدواء.

وهنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (بوسبار Buspar) ويعرف علمياً باسم (بسبرون Busiprone) ويتم تناوله بجرعة خمسة مليجراما صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجراما صباحاً ومساءً لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة مليجراما صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناوله.

كما أن الأدوية المضادة للاكتئاب والخوف والوساوس حين يتم تناولها بجرعات صغيرة تعتبر من أفضل الأدوية التي تعالج هذا القلق، ومن هذه الأدوية عقار يعرف تجارياً باسم: (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم: (استالوبرام Escitalopram) وعقار يعرف تجارياً باسم: (زولفت Zoloft) أو يسمى تجارياً أيضاً باسم: (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم: (سيرترالين Sertraline) وكذلك عقار يعرف تجارياً باسم: (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم: (باروكستين Paroxetine).

إذا كانت ضربات القلب مزعجة جدّاً فهنا ننصح أيضاً بتناول دواء يعرف تجارياً باسم: (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم: (بروبرانلول Propranlol) والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجراما صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن استعماله عند اللزوم.

كل هذه الأدوية سهلة وبسيطة جدّاً وغير إدمانية، ومعظمها لا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول.

هنالك أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه ننصح بممارستها؛ حيث إنها ممتازة جدّاً، ولتطبيق هذه التمارين: عليك أن تجلسي في مكان هادئ، وتفكري في أمر طيب وجميل وسعيد، أغمضي عينيك ثم افتحي فمك قليلاً، وبعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء.

كرري هذا التمرين خمس مرات متوالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة واحدة يومياً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك يمكنك أن تقومي به عند اللزوم.

هذه - إن شاء الله - كلها تعالج هذا القلق، وعليك بطمأنة نفسك؛ وذلك بالحفاظ على الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، هذه بها تطمئن القلوب تماماً.

نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً