الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطبة الفاشلة وعدم القدرة على التواؤم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 23 سنة، وقد أنهيت دراستي الجامعية من سنتين ولم أجد عملاً، مشكلتي بدأت منذ ثلاثة أشهر، تقدم لي شخص أحببته جداً، ولكن أهلي لم يوافقوا لسبب غير مفهوم، ومن ذلك الوقت وأنا محبطة جداً، وخصوصاً أني أبحث عن عمل جيد ولم أجد! فأصبحت لأفكر بطريقة سلبية جداً، وأعاني من الوحدة، وأنام كثيراً، ولا آكل جيداً، ولا أتكلم مع أحد، وتعدى الأمر إلى أنه دائماً أضغظ كثيراً على أسناني، وخصوصاً وأنا أقود السيارة، وفي أزمات السير، ودائماً مرهقة من كثرة التفكير، ولكن ازداد الأمر سوءا عندما وجدت انتفاخات أسفل عيوني بسبب هذه الظروف، فأصبح شكلي متعبا جداً، وأشعر بالحرج من كل من يعرفني؛ لأنهم يسألونني لماذا شكلك متعبة وتفتقدين الحيوية؟!

وأخاف أن تكون هذه الانتفاخات دائمة، وهذا زاد القلق والضغط النفسي لدي، فأريد أن أرجع حيوية ومرحة كما كنت في السابق.

فما تشخيصكم لي؟ وما هو الحل؟ وما الذي تنصحون به؟ وكيف أخرج من هذه الحالة الصعبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك من الناحية التشخيصية تعرف باسم: (عدم القدرة على التواؤم)، ويقصد به أن الإنسان يكون قد واجه ظروفاً نفسية وعاطفية سلبية بعض الشيء أدت إلى إصابته بعسر وكدر في مزاجه، وكذلك شعور بقلق، وينتج عن هذا الشعور بالإجهاد الجسدي، وكذلك النفسي، وهذا هو التفسير لكل الأعراض التي وردت في رسالتك، وتشمل الأعراض النفسية، وكذلك الأعراض الجسدية مثل الانتفاخ الذي ظهر أسفل العينين.

لابد من أن تجلسي مع نفسك جلسات يمكن أن نسميها نفسية عقلانية، وتحللي كل هذا الموقف، وتفكري لماذا يعترض أهلك على هذا الشخص الذي تقدم لك، وأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تناقشي أحد أفراد أسرتك، وليس أكثر من شخص واحد، حاولي أن تحاوري وتناقشي الشخص الذي تثقين فيه، ومن خلاله إذا استطعت أن تقنعيه ما دام في هذا الزواج خير لك فأعتقد أنه سوف يتحمل أن ينقل أفكارك إلى بقية الأسرة، ويقنع من هم معترضون، ويمكنك الاستعانة أيضاً ببعض أهل الدين والصلاحة والمشورة وخاصة ممن لهم ثقل عند أهلك للتأثير عليهم والتكلم معهم.

أما إذا أقنعك هذا الشخص بعدم جدوى هذا الزواج، فهنا أعتقد أنه من الأفضل لك أن تتخذي أيضاً قرار الابتعاد، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والإنسان لابد - أيتها الفاضلة الكريمة - أن يستعين بالاستخارة في مثل هذه الأمور.

إذن: الأمر كله يجب أن يقوم على الحوار، والحوار المتأني، والعقلاني، وأنت حين تبدئين الحوار مع هذا الشخص الذي تثقين فيه من أفراد أسرتك يجب أن تكوني متفتحة الذهن، ومتعددة القناعات، أي أن تقتنعي بما هو مقنع وترفضي ما هو غير مقنع ومرفوض.

نصيحتي الأخرى لك هي أن تشغلي نفسك بعض الشيء ببعض الأنشطة، مثل ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، ووسعي من شبكة تواصلك الاجتماعي، ويا حبذا لو انضممت لأي نشاط ثقافي وخيري، ولا شك أن مراكز تحفيظ القرآن يجد الإنسان فيها الكثير من المنافع والفائدة والمساندة، فتغيير نمط حياتك هو من الأشياء المطلوبة جدّاً.

توجد أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تتدربي عليها، وذلك بالحصول على شريط أو كتيب، وطبقي من خلال هذا الشريط أو الكتيب كيفية القيام بهذه التمارين بصورة صحيحة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أيتها الفاضلة الكريمة: لابد أن تضعي صورة إيجابية عن نفسك، فأنت - الحمد لله - في مقتبل الشباب، وقد أكملت دراستك الجامعية، والإيجابيات في حياتك كثيرة، وقضية أن يتقدم شاب لفتاة ويعترض الأهل، فهذا أمر شائع جدّاً، فلا تأخذي الأمر بصورة شخصية، ولكن من خلال الحوار - إن شاء الله - تستطيعين أن تصلي إلى نتائج مقبولة ومقنعة بالنسبة لك.

إذا كانت درجة القلق مرتفعة جدّاً، فلا مانع من تناول الدواء الذي يعرف باسم: (ديناكسيت Denaxit) وهو متوفر في الأردن، تناوليه بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنه، هو دواء جيد جدّاً لعلاج القلق والتوتر النفسي الناتج عن الضغوط الاجتماعية والعاطفية.

بالنسبة للانتفاخات التي حدثت فلن تكون دائمة أبداً، هي مرتبطة بالإجهاد النفسي والقلق.

أرجو أن تتبعي الإرشادات السابقة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأن يشفيك ويعافيك، ويرزقك الزوج الصالح، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك ما هو خير، وأن يوفقك وأن يسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً