الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عسر المزاج وافتقاد الدافعية والقدرة على الفعالية.. نظرة علاجية

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر23 عاماً، كنت طموحة جداً، ومقبلة على الحياة، وفي ذات مرة حصلت لي مشكلة، ومن بعدها صرت عكس ما كنت، خمول، ولا أريد عمل أي شيء، حتى الأكل.

مع العلم أنا حافظة لكتاب الله، ولم أعد أراجع المصحف، رغم أني بذلت ما في يدي عند راقٍ يرقيني، وقرأت البقرة 4 شهور، وشربت ماء زمزم مع عسل لمدة شهر، أخاف أن يكون في الموضوع حسد أو عين، ولا فائدة لم أتغير، أريد أن أعرف ما الذي فيّ!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يظهر أن هذه المشكلة التي واجهتك قد أدخلتك في نوعٍ من عسر المزاج، وربما الشعور بالكدر؛ ولذا افتقدت أو بدأت في افتقاد مقدراتك، من حيث الدافعية الإيجابية، ولا أريد أن أقول لك إنك تعانين من اكتئاب مطبق، ولكن عسر المزاج الذي يُفقد الإنسان المقدرة على الفعالية نعتبره في معظم الأحيان درجة بسيطة إلى متوسطة من درجات الاكتئاب النفسي، الذي نتمنى أن يكون عابراً وليس مطبقاً كما ذكرت لك.

كل الإجراءات التي قمت باتخاذها، وهي الحرص على كتاب الله، وأنك شربت من ماء زمزم مع العسل، وكذلك قمت بتطبيق الرقية عدة مرات، كل هذه الأمور جميلة، وأعتقد أن الرقية يجب أن تكرر وتكرر.

بالنسبة للدافعية لدى الإنسان، فلا بد أن يُجاهد الإنسان نفسه، والذي أدعوك له هو أن لا تستسلمي أبداً، ولا تجعلي هذا الشعور بالكدر والإحباط يسيطر على حياتك، الإنسان يمكن أن ينزع نفسه نزعاً من المزاج الاكتئابي وينتقل إلى مزاج أفضل، وذلك بأن يغرس الإيجابية في نفسه، أن يشعر بقيمته، أن يُحقر ويقلل من شأن كل الأفكار السلبية المشوهة، وأن يستبدلها بأفكار إيجابية.

أنت لديك أشياء جميلة كثيرة في حياتك، وبمجرد تذكر هذه الأشياء وجعلها قاعدة أساسية تنطلقين من خلالها، أعتقد أن هذا الإحباط وهذا الاكتئاب يمكن أن يزول.

الخط العلاجي الثاني وهو من وجهة نظري ضروري: هو أنك في حاجة لأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وهنالك عقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك) ويعرف علمياً باسم (فلوكستين) يعتبر مثالي جدّاً في مثل هذه الحالات؛ لأنه يُحسن المزاج ويزيل الخمول - إن شاء الله - ويؤدي إلى اختفاء الإجهاد الجسدي والنفسي، والبروزاك يتميز أيضاً بسلامته، ولكن يُشترط بالطبع أن يكون هنالك التزام شديد جدّاً، بأن يتم تناول الجرعة في وقتها وبالتزام قاطع.

جرعة البروزاك المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم، يفضل تناولها بعد الأكل، وبعد شهر تُرفع هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة اشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر، بعد ذلك يتم التوقف عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: إذا أُتيحت لك الفرصة لمقابلة الطبيب النفسي فهذا أيضاً سوف يكون أمراً طيباً وإيجابياً، وإن شاء الله تعالى تحصلين من خلال ذلك على منفعة استشارية أفضل.

أما إذا كان هنالك صعوبة في التواصل مع الطبيب النفسي، فأرجو أن تتناولي الدواء، وذلك بعد الحصول عليه من إحدى الصيدليات، وهو بالمناسبة في معظم الدول لا يحتاج إلى وصفة طبية.

وعليك بالتفكير الإيجابي كما ذكرنا لك، وممارسة التمارين الرياضية التي تناسبك كفتاة مسلمة، أعتقد أنها أيضاً سوف تكون ذات عائد إيجابي جدّاً عليك، وأرجو أن تستعيني بعد الله تعالى بصديقاتك والصالحات من النساء؛ لأن الإنسان يحتاج لمن يأخذ بيده في كثير من الأحيان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً