الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الهلاوس الكاذبة التي تتمثل في رؤية أشياء لا حقيقة لها

السؤال

السلام عليكم

في بعض الأحيان وخصوصاً بعد وقت المغرب أرى بعض الأمور الغريبة التي لا أجد لها تفسيراً، فمثلاً عندما أكون في البيت أحس وكأن هناك شيئاً ورائي أو يتحرك ويصدر صوتاً، ولكن لا يوجد شيء، وفي مرة من المرات أثناء قيادتي للسيارة بعد العشاء وفي منطقة مظلمة قليلاً شاهدت مجموعة أناس يحملون تابوتاً طويلاً جداً، لدرجة أني خففت من سرعة القيادة، وعندما وصلت للمكان الذي كانوا يمشون فيه لم أجد أحداً!

مرة أيضاً أثناء قيادتي السيارة رأيت رجلاً واقفاً وراء أحد أعمدة الإنارة، وعندما وصلت للمكان لم أجد أحداً، حيث إنه لم يوجد أحد في الشارع غير السيارات فقط.

منذ يومين أثناء خروجي من غرفتي ارتطمت قدمي بشيءٍ قاسٍ ولكني لم أقع! وعندها حاولت جاهدة للبحث عن الشيء ولم أجده، بالإضافة إلى أني أسمع في بعض الأحيان تمتمة -يعني حكي خفيف- ولكنه غير مسموع وغير مفهوم، علماً أني لا أقطع أي صلاة من الصلوات الخمس، وحتى صلاة الصبح أصليها في وقتها.
أرجو الإفادة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أولاً: أيتها الفاضلة الكريمة! لقد سعدت كثيراً حين ذكرت أنك محافظة على الصلوات الخمس، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منك ومنا ومن جميع المسلمين، وأن يثبتنا جميعاً.

مشكلتك بسيطة جداً، فهذه الظواهر التي تحدث لك وتمرين بها بالرغم من أنها تجربة مزعجة بعض الشيء إلا أنها بسيطة، والذي يحدث لك بالضبط هي خبرة أو تجربة لما يسمى بالهلاوس الكاذبة، والهلاوس الكاذبة تحدث في حالات الخوف أو القلق وهي مثل السراب.

هنالك ظاهرة في منطقتنا، وهي أن الناس كثيراً ما تتحدث عن العين والسحر والجن والأشباح، إلى غير ذلك من الأمور التي فيه الكثير من الغيبيات، وهذه أيضاً من خلال التأثير الإيحائي ربما تؤثر على بعض الناس.

إذن أيتها الفاضلة الكريمة: الأمر كله يتعلق بمثل هذه الظواهر، وكذلك القلق، وأؤكد لك أن هذه الحالة لا تدل على أنك تعاني من مرض عقلي، ولا حتى مرض نفسي، وإنما هي ظاهرة، والذي أرجوه منك هو أن تحقري هذه الأفكار، وأن لا تعطيها قيمة، وأن تتجاهليها، أضيفي إلى ذلك تناول علاج دوائي بسيط يُعرف عنه أنه مفيد تماماً لمثل هذه الحالات التي تندرج تحت قلق المخاوف، ويعرف هذا الدواء باسم باروكستين (Paroxetine) هذا هو اسم العلمي، وله مسميات تجارية كثيرة، منها الزيروكسات Seroxat، فيمكن أن تسألي عن الدواء تحت اسمه العلمي، وتبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة 10 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

إذن أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك بسيطة كما ذكرنا، وتجاهلها هو من أسس علاجها، وكذلك تناول الدواء، وأرجو أن لا تتجنبي المواقف والمرافق التي تحدث لك فيها هذه الظاهرة، فالمواجهة مع التجاهل هي من الأصول السلوكية العلاجية الممتازة وذات النفع إن شاء الله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
========
للفائدة: يمكنك أختي الفاضلة أيضاً أن تستخدمي الرقية الشرعية، ولمعرفة كيفيتها راجعي الاستشارات التالية: (237993- 236492-247326).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً