الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لفتاة في إساءتها إلى أمها المعاقبة لها على صغائر الأخطاء

السؤال

أمي دائماً تصرخ علي حتى دون سبب، حتى إني تعقدت من البيت، رغم أني أحبها ولا أتمنى لها إلا كل خير، لكنها عصبية جداً، وأحياناً أفقد أعصابي معها، فأبدأ بالصراخ وعدم فعل ما تأمرني به، لكن بعدها أندم وأبكي، ولا أحب أن أراها غاضبة علي، وأشعر أنها تنتظر مني مجرد خطأ صغير حتى تعاقبني إما بالصراخ أو الضرب، وقد تعبت كثيراً بسبب ذلك وأُصبت بالاكتئاب من هذا الوضع، ولا أريد أن أكون عاقة لها، لكن أمي تركز على أخطائي فقط ولا ترى حسناتي، فأرشدوني.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س.ع.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أسعدني حرصك على إرضاء الوالدة، وأفرحتني مشاعرك الطيبة تجاهها، واسمحي لي أن أقول: إن والدتك تحبك، وتتمنى أن تراك أفضل وأفضل، ولذلك فهي لا تحتمل منك الأخطاء وإن صغرت.

ورغم أننا لا نوافقها على ذلك، إلا أننا ندعوك إلى فهم حقيقة ما يحصل، ليس معك فقط ولكن مع معظم الفتيات في سنك وعمرك، وسوف تشعرين بشدة حبها لك إذا مرضت – لا قدر الله – أو أصابك مكروه.

ومن هنا فنحن ندعو أبناءنا أن يقدروا مشاعرنا نحن معاشر الآباء والأمهات، وأن يلتمسوا لنا الأعذار، وأن يتذكروا أن الله غرس حب الأبناء في نفوس الأمهات والآباء، ولكن معظم الآباء والأمهات لا يحسنون التعبير عن ذلك الحب، وقد يعبرون عن حبهم بالعطاء.

والأبناء يحتاجون إلى التعبير عن الحب بالألفاظ كذلك، فلا يكفى التعبير عن الحب بالعطاء، بل ينبغي أن يكون بالنظرات واللمسات، وأهم من كل ذلك التعبير بالكلمات، فقد يحتاج الولد إلى أن يسمع كلمة الحب في اليوم أكثر من ثلاث مرات، أما الأنثى فقد تحتاج لسماع ذلك من والديها أكثر من خمس مرات، والمربي ينال من طاعة من يربيه بالحب أكثر مما يناله بأي وسيلة أخرى، ومن هنا فنحن ندعوك إلى ما يلي:

1- الدعاء للوالدة.
2- الاجتهاد في تفادي ما يغضبها.
3- التماس العذر لها، وفهم نفسيتها.
4- البحث عن أسباب غضبها وتوترها.
5- الاقتراب منها وزيادة البر لها، ومساعدتها إن احتاجت لذلك.
7- الهدوء عند نومها، والانسحاب عند غضبها.
8- عدم إظهار الضيق والتبرم من تصرفاتها.
9- الاعتذار عند حصول الأخطاء.
10- عدم تقديم أحد عليها، والوضوح معها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر على الوالدة فإنك مأجورة، والعاقبة للصابرين، نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك الرشاد والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً