الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكة المستمرة في فتحة الشرج .. أسبابها وعلاجها

السؤال

السلام عليكم.

أُعاني من حكة مستمرة في فتحة الشرج، لها أكثر من سنة تقريباً، تزداد وتقل، مرتين أو ثلاث مرات، ظهرت كحبة تقريباً مثل حب الشباب، قد تكون جرحاً ناتجاً عن الحكة، واستخدمت لها كريم (بدكوم) يستخدم لما يسمى (السماط).
أرجو إفادتي بالعلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
هناك أسباب عديدة للحكة الشرجية، وأذكر منها:
- إذا كان الجلد حول الشرج جافاً بشكل كبير، فهذا سبب هام للإصابة بحكة شرجية دائمة، وأحياناً تكون شديدة، وكلما ارتفعت مستويات الرطوبة حول الشرج كلما زادت من احتمال حدوث الحكة الشرجية، وزيادة الرطوبة تكون نتيجة لعوامل عديدة ومتنوعة، وتشمل: التعرق الزائد، والحساسية، والإسهال، والبراز الرطب واللزج، والألبسة غير المناسبة، وعدم استعمال المحارم الورقية أو أي وسائل للتنظيف بعد التغوط.
- ومن ناحية أخرى فإن مسح الجلد الحساس حول المنطقة الشرجية بمناديل ورقية بشكل خشن ولفتراتٍ طويلة، يؤدي إلى تفاقم الحكة الشرجية.
- الإفراط في غسل المنطقة الشرجية: إذا كان الصابون يؤثر بشكل لاذع على الجلد حول المنطقة الشرجية، فإن احتمال الإصابة بالحكة الشرجية ستزداد، خاصة إذا لم تتم إزالة الصابون بالماء بشكل مناسب، وكذلك فإن بعض المواد الكيميائية الموجودة في بعض أنواع الصابون، ومنظفات الغسيل، وبخاخات الجسم، يمكن أن تهيج الجلد وتسبب حكة شرجية.
- بعض الأطعمة: بعض الأشخاص يصابون بحكة شرجية بعد تناول أنواع معينة من الصلصات أو التوابل الحارة، ويمكن أن يحدث التهيج عند وصول الأطعمة إلى أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي حتى عند خروج البراز من الشرج، وإذا كان البراز خشناً وخرج مع احتكاك، فهذا سيؤدي إلى تهيج، وبالتالي إلى الحكة الشرجية، ومن ناحية أخرى فإن بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية يمكن أن تسبب إسهالاً وبالتالي ستؤدي إلى الحكة.
- البواسير: إذا كانت أوردة المستقيم أو الأوردة حول الشرج منتفخة أو ملتهبة، فإن المريض مصاب بالبواسير، والبواسير يمكن أن تحدث في باطن وإلى الأعلى من باطن الشرج، أو يمكن أن تظهر خارجياً تحت جلد الشرج، وإن الأشخاص المصابين بالبواسير غالباً ما يكون لديهم حكة شرجية.
- الطفيليات: بعض الطفيليات يمكن أن تسبب الحكة الشرجية، وفي الدول أو المناطق الاستوائية فإن الطفيليات هي سبب شائع للإصابة بالحكة الشرجية.
- بعض الأمراض الجلدية، مثل الأكزيما والصداف، قد تسبب حكةً شرجية.
- بعض الالتهابات النسائية والتي تصيب المنطقة التناسلية، يمكن أن تنتشر إلى الشرج مسببة هيجاناً شديداً.
- الشرخ في الشرج يمكن أن يسبب الحكة الشرجية.
- الأورام: يمكن للورم الموجود في المنطقة الشرجية أن يسبب حكة، وهذا الورم يمكن أن يكون خبيثاً أو حميداً، ووجود الأورام في هذه المنطقة يكون نادراً.
لذا فكما ترى فإن هناك أموراً عديدة تسبب الحكة الشرجية، والعلاج يعتمد إلى حدٍ كبير على السبب، ولذا يجب مراقبة الأمور التي تم ذكرها، وفي حال وجود أي تغير في الجلد كما ذكرت أن هناك حبة، فيجب مراجعة طبيب الجهاز الهضمي، وإن لزم الأمر أيضاً زيارة طبيب مختص بالجلدية، لكي يفحص المنطقة ويرى هذه الحبة التي ظهرت.
أما العلاج فيكون كالتالي:
- تنظيف الشرج وإبقاؤه جافاً، ويُنصح دائماً بغسل الجلد حول الشرج بالماء بعناية، ومن ثم تجفيفه بشكل جيد في كل مرة بعد التغوط وقبل الذهاب للنوم، ويكون التجفيف بشكل لطيف، مع تجنب الاحتكاك العنيف.
- يجب أن تكون حذراً عند غسل الجلد حول الشرج بالصابون، مع تجنب استخدام الصابون المعطر، مع التأكد من خلو المنطقة الشرجية من الصابون بعد الغسل.
- عند السفر أو الخروج من المنزل تكون الخيارات السابقة غير متاحة، لذا يجب استعمال محارم ورقية رطبة عند تنظيف المنطقة الشرجية.
- إذا بقيت المنطقة الشرجية معرضة للرطوبة بسبب التعرق، فيجب وضع قطعة من القطن تحت اللباس الداخلي ليمتص الرطوبة أو العرق، وبالتالي يخفف من الحكة الشرحية.
- تجنب استهلاك بعض الأطعمة، فإذا راقبت أن الحكة تزيد بعد تناول نوع معين من الأطعمة، فيجب عليك تجنب هذا الطعام مرةً أخرى.
- استعمال مناديل ورقية عديمة اللون (بيضاء).
- الاستحمام كل يوم.
- تجنب الألبسة الداخلية الضيقة، ويفضل أن تكون مصنوعة من القطن.
- التأكد من استخدام الألبسة الداخلية النظيفة كل يوم.
- يجب قص الأظافر بشكل دوري؛ لأن خدش المنطقة الشرجية بواسطة الأظافر الطويلة يؤدي إلى أذية جلد المنطقة، وبكل الأحوال يجب تجنب خدش المنطقة الشرجية؛ لأنها ستزيد من سوء الحكة الشرجية.
- هناك بعض المراهم التي تحتوي على الكورتيزون لفترةٍ قصيرة (أقل من 7 أيام) حيث يتم تطبيقها فوق جلد المنطقة وحول الشرج، وسوف تؤدي إلى التخفيف من الاندفاع والالتهاب الحاك.
- مضادات الهستامين: تؤخذ أثناء الليل، فهي تخفف الحكة وتُساعد على النوم.
- معالجة السبب، فإن تم معرفة سبب الحكة الشرجية، فيجب علاج السبب أولاً، وإذا تمت معالجة هذا السبب بشكل فعال فإن الحكة ستزول تلقائياً إن شاء الله.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب Yassine

    جزاك الله خيرا

  • الجزائر فتيمه

    شكرا علي اهتمامكم بنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً