الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رجفة شديدة وفزع عند سماع الأصوات العالية، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا أعاني من رجفة شديدة وفزع عند سماع الأصوات العالية ولا أعرف كيف أتصرف، أنا أنزعج جدا وأصبح متوترة ومنعزلة تماما عن الناس، ولا أعلم سبب حالتي هذه.

أرجو وصف دواء لي وتوضيح كل ما يتعلق عن الدواء، وأن يكون سليما بالنسبة لي كأنثى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالناس يختلفون في درجة حساسياتهم للأصوات، والبعض لا يتحمل الأصوات العالية، والبعض يصاب بنوع من الفزع، وشيء من القشعريرة التي قد تنتابه، وهذه فوارق إحساسية بين الناس.

هنالك بعض الناس يكون قد تعرض لحادث فيه صوت عالٍ ومفزع أدى إلى ما نسميه بالخبرة السالبة، وتكونت لديه مشاعر فيها شيء من التقزز وعدم الارتياح حين يسمع صوتًا عاليًا.

قبل أن أتحدث عن الأدوية، أنصحك أولاً بأن تقرئي عن الأصوات، كيف يتكون الصوت وما هي موجاته وما هي اختلافاته، هذا علم طيب وجميل جدّا، والإنسان حين يتفهم الأمور يتطبع بها، هذه هي النقطة الاولى.

النقطة الثانية: أريدك أن تعرضي نفسك على الصوت، ابدئي مثلاً بأن تضربي على الطاولة لتحدثي صوتًا منخفضًا، ثم بعد ذلك ارفعي معدل وقوة هذا الصوت بالتدريج، حتى تصلي لأعلى درجة يمكن أن تتحمليها. الهدف من ذلك هو أن تعرضي نفسك بالتدريج للأصوات المرتفعة.

وعليك أن تتوقعي أنه يوجد أصوات مرتفعة، فمثلاً تصوري صوت الطائرات التي تخترق حاجز الصوت، تصوري صوت الرعود، هذه كلها موجودة في واقع الحياة. إذن المقصود أيتها الفاضلة الكريمة هو أن تعرضي نفسك بالتدريج للأصوات، وأن تتوقعيها، هذا جزء من حياتنا كبشر.

وأنا أتفق معك أيتها -الفاضلة الكريمة- أن الضجيج بصفة عامة مزعج، وهنالك كثير من الأبحاث التي أشارت إلى أن بعض الناس يصابون بالقلق والتوتر وربما الاكتئاب النفسي حين يتعرضون إلى ضجيج وأصوات مرتفعة، فالذين يسكنون حول المطارات مثلاً توجد دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن نسبة المخاوف لديهم عالية جدًّا. لكن الإنسان حين يعرض نفسه لمصدر خوفه فهذه أفضل طريقة للعلاج.

وإذا سمحت لك الظروف اذهبي مثلاً إلى المطار، اجلسي، شاهدي الطائرات وهي تهبط وتصعد وما تحدثه من أصوات عالية، وهكذا. الهدف في نهاية الأمر هو أن لا تتجنبي سماع هذه الأصوات بل تعرضي نفسك لها، وبالتدريج سوف تجدين نفسك إن شاء الله قد تطبعت وتعودت عليها، لكن إذا تجنبتها وابتعدت عنها هذا يجعلك تحسين بالمزيد من الفزع والاضطراب حين تتعرضين لأي صوت عالٍ، ولا شك أن الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أبدًا أن يتجنب التعرض للأصوات.

أنصحك أيضًا بأن تتدربي على تمارين الاسترخاء. تمارين الاسترخاء بصفة عامة تجعل الإنسان في وضع يرتاح فيه، في وضع يتقبل التفاعلات والانفعالات السلبية، ولا شك أن الأصوات العالية هي أحد هذه الانفعالات السلبية، وعليه أنصحك بالتدرب على تمارين الاسترخاء، وهي بسيطة جدّا، يمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت وابحثي عن تمارين الاسترخاء وحاولي أن تطبقيها.

الدواء لا أعتقد أنه ذو أهمية، لكن يمكن أن نعطيك أحد الأدوية التي يعرف عنها أنها مضادة للتوتر والقلق، دواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) وهو من الأدوية البسيطة جدًّا التي تتعلق بعلاج القلق، والجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي نصف مليجرام. هذا سوف يكون كافيًا جدًّا، والدواء من الأدوية السليمة جدًّا، تناوليه لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

أؤكد لك أن هذه ليست حالة مرضية، وما يعقبها من توتر هو ناتج فقط من القلق الذي يحدث لك نسبة لهذا الصوت العالي. العلاج باختصار هو أن تعرضي نفسك لهذه الأصوات، وأن تحقري فكرة الخوف منها، وأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وأن تتناولي الدواء الذي وصفناه لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر عائشة

    بارك الله فيكم
    أنا أعاني من نفس المشكلة
    أسأل الله أن يعافبنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً