الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الحل لنوبات الهلع التي أصابتني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأعزاء: جزاكم الله كل الخير على مساعدة المحتاج بالمشورة، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

حالتي هي أني كنت طبيعياً جداً، لكني أخذت حبوب فيتامين لأني أمارس رياضة كمال الأجسام، وبعد قليل شعرت بدوخة وضيق في النفس شديد، فذهبت إلى المستشفى، وأجريت كل التحاليل، ولكن كلهم أجمعوا على أن ليس بي شيء، وبعدها بدأت أواجه صعوبة في قيادة السيارة، وأحس بآلام في المعدة ودوخة خفيفة، وباستشارة دكتوري الخاص قال لي أن من الأفضل مراجعة دكتور نفسي، وبالفعل توجهت لدكتور نفسي، وقال أني أُعاني من رهاب خفيف، وكتب لي سيبراليكس10، لمدة 6 شهور.

وبعد الشهر الثالث توجهت للدكتور، وقلت له أن النوبات تأتي لي على الخفيف بين الحين والآخر، فأمرني أن أرفع جرعة السيبرالكس إلى 20، واستمريت عليها لمده 3 أشهر، وأحسست أني تحسنت كثيراً، حتى أني نسيت أنه كان عندي رهاب في يوم من الأيام.

وفي يوم خرجت للسهر مع أصدقائي، وفي السهرة حدثت لي نوبة هلع قوية، وشعرت أن قلبي سوف يتوقف، وأني سأموت، ولكني تحكمت بأعصابي، وطلبت من أصدقائي أن يوصلوني للبيت، وحين وصلت شعرت بالأمان، واتصلت بدكتوري، وطلب مني أن أمدد العلاج 3 شهور أيضاً.

ملاحظة: أنا سوف أتزوج بعد شهرين -إن شاء الله- فما الحل؟ وكثيرا ما يأتيني شعور بأن الحالة ستأتي وقت فرحي، وأشعر بخوف شديد من الإحراج الذي قد يحصل، وأفكر في تأجل الزواج لسنة حتى يتم شفائي، فما الحل؟

أرجوكم ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالنوبة التي حدثت لك هي نوبة هلع أو ما يمكن أن نسميه بنوبة هرع، ومن وجهة نظري لا علاقة لها أبدًا بتناولك لحبوب الفيتامينات أو بممارستك لرياضة كمال الأجسام، فهذه النوبات تأتي دون أي مقدمات، وهي تشخص تحت أمراض القلق، وأتفق معك أنها مزعجة كثيرًا تجعل الإنسان يحس بالخوف؛ وذلك نسبة للفجائية التي تظهر بها الأعراض، وكذلك حدتها و شدتها، وتسارع ضربات القلب، ولذا يأتي لبعض الناس الشعور بقرب الموت، والضيق الشديد في الصدر، والشعور بالغصة، وهكذا، وهذه النوبات قد تستمر لدقائق أو لساعات، وفي بعض الأحيان قد تستمر لأيام قليلة.

لا يعرف سببها، ولكن هنالك الكثير من الحديث عن أن بعض الناس لديهم الاستعداد لهذه النوبات، وقد ينتج عنها مخاوف أخرى، مثل ما حدث لك مثلاً في صعوبة قيادة السيارة.

الطبيب الذي نصحك بتناول السبرالكس -جزاه الله خيرًا- قد اتخذ القرار الصحيح، فهذا هو الدواء الأفضل، وهو الدواء الأجود لعلاج هذه الحالة، لكن الدواء لا بد أن يُدعم بأمور أخرى، ومن أهم هذه الأمور هي أن تفهم أن هذه الحالة هي نوع من أنواع القلق فقط وليس أكثر من ذلك، وإذا تفهمت طبيعة الحالة فهذا يساعدك كثيرًا، وأنت الحمد لله تعالى لديك استجابات إيجابية جدًّا مع العلاج، وهذا يجب أن يكون حافزًا ووسيلة إقناع لك على أن الحالة بسيطة..هذا أولاً.

ثانيًا: التدرب على تمارين الاسترخاء يعتبر أمرًا ضروريًا ورئيسيًا لإجهاض نوبات الهلع أو لمنع حدوثها، فاذهب إلى طبيبك النفسي مرةً أخرى، واطلب منه أن تقابل الأخصائي النفسي؛ وذلك من أجل التدرب على ممارسة تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، وإذا لم يتيسر لك ذلك فيمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت أو تتحصل على كتيب أو شريط أو CD يوضح كيفية ممارسة هذه التمارين، ولا تنس أيضاً ممارسة الرياضة، فلا شك أنها أمر إيجابي وفاعل جدًّا.

أنت -الحمد لله- مُقدم على الزواج، وإن شاء الله تعالى لن يحدث لك أي شيء، لا أريدك أبدًا أن تعيش تحت القلق التوقعي، بأن تقول أن الحالة سوف تأتيني وسوف أحرج أمام الناس، فهذا النوع من الفكر السلبي يجب أن لا يشغلك أبدًا؛ لأنه لا أساس له، والحالة بسيطة جدًّا.

أخي الكريم: وجد أن بعض الممارسات الإيجابية تقلل من حدوث هذه الحالات، فمثلاً: ممارسة الرياضة الجماعية، وحضور حلقات التلاوة، وأن تكون دائمًا في الصفوف الأمامية، وأن تطور من مهاراتك الاجتماعية كأن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، وأن تقلل من لغة الجسد ولغة الإيماءات، وأن تنخرط في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وفوق ذلك أن تتذكر دائمًا أن هذه الحالة حالة بسيطة وهي حالة عرضية، ولن تحدث لك أبدًا بإذن الله تعالى.

إذا شئت أن تتناول السبرالكس حتى لمدة عام فلا بأس في ذلك أبدًا، وبعد انقضاء الثلاثة الأشهر التي ذكرها لك الطبيب يفضل أن تنتقل إلى جرعة العشرة مليجرام، وهي الجرعة الوقائية، وتستمر عليها لأشهر قليلة أيضًا.

بعض الناس يضيف عقار إندرال للسبرالكس، وهنالك عقار آخر يعرف باسم (فلوناكسول) أيضًا يعطى كأحد العلاجات المدعمة للسبرالكس، لكن لا أعتقد أنه يوجد داعٍ لذلك؛ لأن حالتك طيبة وجيدة ومستقرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً