زوجتي حامل في الشهر الأول, راجعت الطبيب فأعطاها حبوب إسبرين حبة يوميا, علما بأنها سليمة من أي مرض، هل تنصحون بذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد عبد الجليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من ناحية علمية فإن الأسبرين يعطى فقط في حالة وجود تكرر الإجهاض لأكثر من مرتين, وذلك لأنه تبين حديثا بأن أحد أسباب تكرر الإجهاض هو تشكل خثرات مجهرية في أوعية المشيمة تؤدي إلى انسدادها, وبالتالي حدوث الإجهاض.

إذاً الأساس في إعطائه هو أن تكون هنالك حالة من تكرر الإجهاض, أو وجود حالة تأهب لزيادة التخثر في الدم, وفي هذه الحالات ستكون نسبة نجاحه 80% إن شاء الله.

ولكن بعض الأطباء بدؤوا بإعطائه لبعض الحوامل اللواتي حدث الحمل عندهن بعد انتظار طويل, أو بعد علاج بالمنشطات, وذلك كنوع من الاحتياط حتى لو لم يكن عند السيدة إجهاض متكرر أو تخثر, وهذا المنهج وإن لم يكن له أساس علمي إلا أنه أصبح ممارسة مقبولة على مبدأ إن لم يفد فلن يضر, بمعنى أنه لو وجدت حالة تخثر غير مشخصة فسيفيد ويمنع تشكل الخثرات مع العلم بأن حالات الإجهاض بسبب تشكل الخثرات هي حالات قليلة جدا, وإن أغلب أسباب الإجهاض هي بسبب عيوب في الصبغيات خلال مراحل الانقسام, وهي حالات ليس لها علاج للأسف.

وبالطبع إن تقرر استخدام الأسبرين، فيجب أولا أن يتم التأكد بأنه ليس لدى السيدة أي مانع صحي لاستخدامه (كوجود قرحة في المعدة مثلا).

وبالنسبة لزوجتك فكون هذا الحمل هو أول حمل، ولا يوجد إجهاضات سابقة, فالرأي الطبي الأكاديمي البحت يقول لا حاجة لاستخدام الإسبرين, ولكن حدوث الحمل بعد طول انتظار أو بعد علاجات مع وجود مخاوف شديدة يجعل استخدام الإسبرين أمرا مبررا ومقبولا كنوع من الاحتياط والأخذ بالأسباب.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك.