الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة النوم مما يضيع عليّ وقتا كثيرا... فما الحل؟

السؤال

أنا طالب في الثانوية العامة، وبقي أقل من شهر على الامتحانات، وأعاني من كثرة النوم، فأنام من 12 إلى 14 ساعة، وباقي اليوم وهم، والميل إلى النوم؛ مما يترتب عليه عدم الذاكرة وضياع فروض من الصلاة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فكثرة النوم في مثل عمرك لا بد له أسباب، أهم هذه الأسباب هو التطبع، والتطبع غالبًا ينتج من الكسل، وأنا قطعًا لا أتهمك بذلك، ولكنها ملاحظة علمية معروفة وددت أن أبدأ بذكرها لك، والفترة ما عند البلوغ وما بعد البلوغ أيضًا تتميز بكثرة النوم، وهذا ربما يكون سببه بعض التغيرات الطبيعية التي تحدث في الهرمونات.

السبب الثاني هو الإخلال بالساعة البيولوجية للإنسان، والساعة البيولوجية للإنسان تقوم على مبدأ الليل لباسًا والنهار معاشًا، وهذا يعني وبصورة جلية أنه توجد مكونات هرمونية وبيولوجية تنظم النوم لدى الإنسان، واتضح أن هذه الإفرازات الهرمونية خاصة مادة الموليتونين تكون في أحسن أحوالها في أثناء الليل وعند الظلام، فإذا حدث أن الإنسان كان ينام في ساعات ليست مخصصة للنوم ويسهر مثلاً، ويسير على هذه الوتيرة، هذا يؤدي إلى خلل كبير في النوم، وينتج عن ذلك ساعات طويلة للنوم، ولا يحس الإنسان بعد كل هذا النوم أنه نشط ولديه طاقات ومتقبل للحياة، هذا هو السبب الثاني.

السبب الثالث: في بعض الأحيان ضعف الغدة الدرقية قد يؤدي إلى زيادة النوم.

رابعًا: الاكتئاب النفسي يؤدي إلى زيادة في النوم في حالات نادرة، وكذلك في الشهية للطعام، هذه أنواع نادرة في الاكتئاب كما ذكرت لك.

إذن على ضوء هذه المعطيات يمكنك أن تبحث في أي مجموعة تكون أنت، وبصفة عامة لتضع نفسك في المسار الصحيح يجب أن توزع الوقت بصورة صحيحة، وتجتهد في ذلك، وتتجنب النوم في أثناء النهار، ويمكنك أن تتناول كوبا من القهوة صباحًا وعند المغرب، هذا يجدد الطاقات؛ لأن الكافيين هو أحد المثيرات التي تقلل من النوم لدى الإنسان.

ثانيًا: لابد أن تذهب إلى الفراش في وقت معلوم، حتى وإن كانت الظروف متعلقة بالامتحانات لكن لا تسهر بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً.

ثالثًا: يجب أن تمارس التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة.

رابعًا: يجب أن تعقد النية الجازمة على أن تستيقظ لصلاة الفجر، هذا وجد في بعض الأحيان أنه أفضل من الساعة المنبهة، ولتسهل على نفسك لا مانع من أن تستعمل الساعة المنبهة حتى يتحس نومك وتتطبع على الساعة البيولوجية لديك، هذه هي الأسس لأن تحسن من نومك.

إذا استطعت أن تجري فحوصات للتأكد من إفراز الغدة الدرقية هذا أيضًا سوف يكون أمرًا جيدًا.

أرجو أن تبتعد عن تناول المنشطات، لا أحد ينصحك بهذا الأمر، أعرف الكثير من الشباب قد أضر بنفسه وذلك من خلال تناول المسهرات والمنشطات، وهي معروفة ومعلومة في المحيط الطلابي، فأرجو أن تتجنب ذلك.

والشعور العام بأهمية الامتحانات والدراسة وتنظيم الوقت سوف يساعدك كثيرًا، كن حريصًا على أذكار النوم أيضًا فيها خير كثير بالنسبة لك.

إذا كنت تحس بأي شيء من الإحباط العام فربما يكون لديك درجة بسيطة من الاكتئاب، وإن لم يكن حقيقة هذا الشعور قد تملكني من خلال رسالتك، لكن أنت أدرى، ما دامت ساعات نومك كثيرة وما دامت لديك خمول وما دام لديك فقدان للدافعية فلا بأس أن تتناول دواء مضاد للاكتئاب، ويعرف أنه يزيد من الطاقات النفسية والجسدية ويحسن الدافعية.

الدواء يعرف تجاريًا باسم (فلوزاك) في مصر، واسمه الآخر هو (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، يفضل تناوله بعد الأكل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأرجو أن تأخذ بهذه الحلول.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً