الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الوساوس والخوف من الموت ...فهل السيرترالين مفيد لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب جامعي عمري 25 عاما, بدأت حالتي عام 2006 كشعور بدوخة, واستمرت معي هذه الحالة حتى تغيرت حياتي, وصرت لا أستطيع الوقوف أو المشي خوفا من السقوط, وبالرغم من أن التحليلات سليمة، قال لي الأطباء إن مشكلتي نفسية, وهي رهاب, وبقيت معي هذه الحالة, وفي نهاية عام 2007 ازدادت نفسيتي سوءا بسبب وفاة شخص مقرب, وصرت أخاف من الموت, وصار عندي شعور بحدوث خطر, ووساوس تراودني طول اليوم, حتى أثر ذلك على نشاطاتي, وذهبت لطبيب أعصاب فقال إن علاجي مدته 5 سنين, وتحسنتُ قليلا, فذهبت لطبيب نفسي وأكد لي أن حالتي تحتاج لعلاج مدة ستة أشهر, وتحسنت أيضا بعد علاجي عنده سنة ونصف, إلا أن نوبات الهلع ما زالت تراودني هي والوساوس والخوف من الموت, وأريد منكم يا دكتور رأيكم بحالتي, وهل هي خطيرة؟ وهل دواء (السيرترالين) مفيد لحالتي؟ وهل هناك أمل في الشفاء؟

وشكراً لكم مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

من سياق رسالتك أستطيع أن أستنتج أنك في الأساس تعاني من قلق المخاوف, وقلق المخاوف كثيراً ما يكون مصحوبا بالوساوس خاصة حيال المستقبل, فتجد الإنسان تتولد لديه مخاوف افتراضية وهذه كثيراً ما تسبب الإزعاج النفسي, وتزيد من القلق.

أخي الكريم: هذه الحالات بالرغم من أنها مزعجة, لكني أؤكد لك أنها بسيطة جداً, وأنها ليست خطيرة أبداً, وأن الإنسان يمكن أن يعيش حياة طبيعية, ويمكنه أن يتخلص من معظم هذه الأعراض, وما تبقى منها أي البسيط يمكن أن يتعايش معه, وبمرور الزمن سوف تنتهي تماماً, وينبغي أن تصحح مفاهيمك حول حالتك, وهي حالة شائعة ليست خطيرة, وكثير من الناس يعيش ويتعايش مع هذه الأعراض ولكن لا تظهر عليه أبداً، كما أن الوسائل العلاجية أصبحت الآن كثيرة جداً, وأهم وسيلة علاجية هي التفكير الإيجابي, لا تفكر سالباً أبداً لا حول الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل ولا عن نفسك ولا عن من حولك، يجب أن تقيم نفسك تقييماً صحيحاً, يجب أن تعرف أن لديك طاقات نفسية داخلية كثيرة, ويجب أن تتجاهل الوساوس والمخاوف وتحقرها, لا تنزعج حول المستقبل، فالمستقبل بيد الله تعالى, وعليك أن تسعى, وعليك أن تكون رصيناً في دراستك, وأدر وقتك بصورة صحيحة, وعليك بممارسة الرياضة, وأن تحضر حلقات العلم وحلقات التلاوة, وكن حريصاً على صلاة الجماعة..هذه هي الأسلحة الرئيسية التي تزيل هذه المخاوف وهذه الوساوس.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم توجد أدوية فعالة جداً وسيرترالين Sertraline من الأدوية الممتازة, وكذلك دواء أخر يعرف باسم سبرالكس Cipralex والاسم العلمي هو استالوبرام Escitalopram كلاهما أدوية فعالة وممتازة جداً, ويمكنك أن تبدأ في تناول سيرترالينSertraline والذي يعرف تجارياً باسم زولفت (Zoloft ) ولسترال ولها مسميات أخرى، فابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهرين ارفعها إلى حبيتين أي (100) يمكن أن تتناوله كجرعة واحدة في المساء أو بمعدل حبة صباحاً ومساءً, واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر, وهذه هي الفترة العلاجية, بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم وهذه هي الفترة الوقائية والتي يجب أن تستمر ستة أشهر, وبعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء ، هذه هي الطريقة الصحيحة وهي إن شاء الله تقودك إلى التعافي وتقود بإذن الله تعالى إلى الشفاء.

أخي أرجع مرة أخرى وأقول لك إن الرياضة مهمة جداً لإزالة الشوائب النفسية السلبية فهي تقوي النفوس كما تقوي الأجسام.

وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء يا حبذا لو تدربت عليها، وتوجد سيديهات وكتيبات وأشرطة في المكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين، كما توجد مواقع كثيرة على الإنترنت توضح أيضاً كيف يمكن للإنسان أن يتدرب ويطلب تمارين الاسترخاء.

أسأل الله تعالى لك الشفاء العافية, وأشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد.

كما ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن علاج الخوف من الموت سلوكياً: (261797 - 272262 - 263284 - 278081) حيث إن في هذه الاستشارات الدواء الشافي، بإذن الله تعالى.

وإن كان لديك أي استفسار فنسعد بتواصلك معنا.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً