الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنمي مواهبي في الكتابة والتصوير والتصميم؟

السؤال

أحب القراءة، و أحب كتابة الروايات جداً، وكنت قد كتبت رواية من قبل ونشرتها على صفحات الانترنت واُعجب الجميع بها، لكني توقفتُ عن الكتابة بعد إنهائها، فقد شعرتُ بأنّي لا أملك موهبة تُذكر، ربما لأنني افتقدت من يشجعني أو يساعدني على تنمية أسلوبي.

أيضًا أحب التصوير والتصميم والديكور كثيرًا، وكل ما له علاقة بالصور والألوان، لكن للأسف فإنه لن يُتاح لي الالتحاق بجامعة الفنون الجميلة لما فيها من منكرات ومعصية لله، إنني أحاول عبثًا تنمية حس التصميم والفن بداخلي، لكن لا أشعر بأي تقدم!

وهكذا كما رأيتم، الهوايات التي أمارسها وأحبها محاطة بالعوائق، وقد قررت - بما أني في عامي الدراسي الأخير - الالتحاق بجامعة الإعلام، فأنا مهووسة بالصحافة والنشر والمجلات، لكني أعود دائمًا إلى نفسي وأقول: ما أدراني أني أملك الموهبة! ماذا لو أنّي أسير في الطريق الخاطئ؟

السؤال باختصار: كيف أكتشف مواهبي ومميزات شخصيتي؟ وكيف أنمّيها؟ وليتكم تغدقون عليّ بنصائح لرفع الهمة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا.

وبخصوص ما ذكرت فمن قال أنك لست موهوبة؟ إن أسلوبك في الكتابة ينبئ عن كاتبة إن وجدت استعداداً ومتابعة يوشك أن تكون كاتبة ذات شأن عظيم، فأسلوبك جيد يحتاج إلى ثقة لينطلق، ومن قال غير ذلك فهو لا يعرف أساليب البيان ولا حظ له في تبيان أهل الأدب.

وبخصوص اكتشاف مواهبك أختنا الفاضلة فالأمر يسير، اتركي العنان لقلمك أن يكتب، فقديماً قال العقاد: اكتب حتى تصير كاتباً، ثم أنصحك بقراء كتب الأدب، لا سيما للرافعي والزيات والمنفلوطي ، وأخص بالذكر الرافعي فهو أديب قل نظيره.

أما الحديث عن علو الهمة فلا أرى مبرراً له، فأنت - بارك الله فيك - ما دفعك إلى الكتابة والتأليف وما دفعك إلى مراسلتنا إلا الهمة العالية الموجودة عندك، لكن المشكلة التي عندك أيتها الفاضلة تتلخص في أمرين:

الأول: نقص العزيمة.
والثاني: ضعف الثقة بالنفس.

أما الأولى: فالعزيمة بعد توفيق الله عز وجل هي التي تؤدي إلى أن تسيري في الخطوات التي تحقق لك ما تنشدينه وما تحرصين عليه، وللثبات على العزيمة عليك بعدة أمور:

1- الاستعانة بالله قبل كل شيء، والتوكل عليه أثناء الفعل، واللجوء إليه عند الضر، هذا أبلغ مقصود لمن أراد أن تستقيم حياته لتصلح آخرته، فالمرء لا يستطيع تقدماً ولا يحسنه ولا يقدر عليه إلا بالله، وهذا بعض معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أي لا تحول من حال إلى حال إلا بالله، ولا قوة لنا ولا قدرة لنا على تحصيل أي شيء إلا بالله.

2- أن يكون قصد الكتابة لله ، إما للنصح أو العلم أو الإرشاد، وأن تحتسبي ذلك عند الله، فأنت بهذه النية متعبدة لله -عز وجل-.

3- ألا تكوني مبالغة في رسم أهداف لن تستطيعي تحقيقها، فإن ذلك يعسر عليك التقدم، وربما يصيبك بنوع من الإحباط.

4- لا تبدئي بالكتابة في أمر حتى تحسني القراءة حوله، فإن الكتابة فرع القراءة.

5- أفضل أوقات الكتابة بعد صلاة الفجر، فاجتهدي أن تصلي الفجر في أول وقته، ولا تنامي بعده، وابدئي يومك بالأذكار، ثم ابدئي الكتابة وستجدين أمراً طيباً مباركاً.

6- كما أنصحك بقراءة كتاب علو الهمة للشيخ/ محمد إسماعيل المقدم أو غيره من المؤلفين، وهو متوفر في الأسواق، كذلك قراءة كتاب ( اعتن بحياتك ) أو غيرها من كتب التنمية البشرية، وكيفية استغلال الوقت بصورة مناسبة.

والثانية : كسب الثقة بالنفس فيعود إلى أمرين:

1- لا تهوني من أي شيء تقومين به، مهما كان صغيراً، فإن الأفكار العظيمة تبدأ بفكرة، وإن الجبال من الحصى.

2- استشارة من هم أكبر منك وأفهم في الموضوع الذي تتحدثين أو تريدين الكتابة فيه.

وكل هذا بعد توفيق الله سيصلح لك طريق الاستقامة، وينير لك الطريق - إن شاء الله - وفقك الله أختنا الفاضلة، وجعل الله من قلمك قلم صدق يدافع عن الإسلام ويكتب فيما يصلح الأمة الإسلامية.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول الطريق إلى علو الهمة 274415 - 277538 - 282702 - 2109170.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً