الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانطوائية والخجل... مشكلة أرهقتني جدًّا

السؤال

لدي مشكلة أتعبتني جداً، وأتمنى أن تجدوا لي الحل.

في هذه الأيام أعاني من الانطوائية الشديدة والخجل، ولا أحب الخروج مع أحد خارج البيت، صرت تقريباً 24 ساعة في البيت، كنت من قبل أتكلم مع الناس بشكل عادي، ثم بدأت أحس أنهم يصرفونني، وينظرون لي نظرة لا أعرف كيف أصفها، أحس أني ممل ولا أحد يود الجلوس معي، دائماً أقارن نفسي بالناس، لماذا فلان محبوب وإذا لم يحضر الكل يفتقده، أود أن أغيّر من نفسي، ولكني أخجل من نظرة الناس لي إذا تغيّرت، لأنهم لم يتعودوا على شخصيتي الجديدة، أحس أني لا أعرف كيف أعبر أو أتحدث مثل الناس، أو أتكلم بشكل طبيعي، لدي تأتأة وتفكير أكثر من مرة قبل أن أصيغ الجملة وأنطقها، أخاف إذا تكلمت وأخطأت أن يضحكوا علي ويسخروا منّي، وصرت أميل للاستماع أكثر، صراحةً تعبت أتمنى أن أطلع مع الأصدقاء وأضحك واستأنس، لكني لا أقدر، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذا نوع من الخوف الاجتماعي الوسواسي الشكوكي، بمعنى أنك لا تستطيع أن تختلط بالآخرين، وأصبح لديك فكر وسواسي تأويلي، تأتيك أفكار تحدثك كذا وكذا وكذا - حسب ما ورد في رسالتك - والطابع الوسواسي موجود وكذلك الطابع الظناني.

من المهم جدًّا أن لا تعطي هذه الأفكار أي أهمية، أن تطردها، أن تلفظها، وأنت في سن فيها متغيرات نفسية وبيولوجية ووجدانية كثيرة من المفترض أن تكون أكثر تفاعلاً مع من هم في عمرك، وتحقيرك لهذه الأفكار أعتقد أنه مهم جدًّا وضروري، ولا تكن حساسًا أبدًا حول علاقتك بالآخرين، فالفكر الذي يسيطر عليك هو فكر وسواسي، والوساوس دائمًا تعالج بالتحقير والتجاهل واستبدالها بفكر وفعل مضاد.

هنالك خطوات اجتماعية جيدة - إن شاء الله تعالى - تزيل هذا النوع من الخوف والخجل الاجتماعي، هذه الخطوات مثلاً: تذهب وتشارك أصدقاءك في الرياضة مثل لعب كرة القدم أو السلة أو السباحة أو أي نوع من الرياضة الجماعية.

ثانيًا: الاشتراك في الأنشطة الطلابية الثقافية وخلافها.

ثالثًا: أن تذهب لحلقات التحفيظ في المساجد.

هذه خطوات اجتماعية مفيدة وفي ذات الوقت تُذهب هذا الخوف والقلق الاجتماعي.

أخيرًا: سوف أصف لك دواء بسيطاً يناسب عمرك، يعرف عنه أنه يزيل الخجل ويحسن المزاج - إن شاء الله تعالى - الدواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين) والجرعة المطلوبة هي 50 مليجرامًا ليلاً، تناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعلها 100 مليجرام ليلاً، استمر عليها لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى 50 مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا دواء جيد وفعال وغير إدماني، وإن شاء الله سوف تجد فيه خيرًا كثيرًا.

بجانب ما ذكرناه لك سلفًا لابد أن تجتهد في دراستك، والجأ أيضًا إلى الدراسة الجماعية مع بعض أصدقائك، على الأقل في عطلة نهاية الأسبوع، لأن ذلك أيضًا يساعدك على التفاعل الاجتماعي.

لابد أن تصلي الصلوات الخمس في المسجد وفي الصف الأول، هذا أيضًا نوع من التفاعل الاجتماعي الممتاز جدًّا، وفي نهاية الأمر إذا طبقت هذا الذي ذكرناه لك سوف تجد - إن شاء الله تعالى - أن الأمور قد تعدلت بصورة إيجابية.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً