الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن أعود كما كنت إذا مارست الرياضة واستخدمت الدواء؟

السؤال

السلام عليكم .

لقد كنت من مدمني العادة السرية, والأفلام الإباحية, فأصبت إثر هذه الممارسات بالاكتئاب, وقلة التركيز, وضعف الشخصية, والإعياء, وتساقط الشعر من جميع أنحاء الجسم, وأصبحت خجولا, وأصبح منظري بشعا: اصفرار, وشحوب, وغارت عيناي, لكني الآن -ولله الحمد- تحسنت, والفضل يعود لله, ثم ممارسة الرياضة التي كنت مولعا بها منذ الصغر, ألا وهي: فنون الحرب, حالتي تكون جيدة بمجرد الالتزام بالرياضة, نعم هذا كله جيد, لكنني أوازن المعادلة من جهة فتنقص من الكفة الأخرى، وسأوضح, في أول الأمر عزمت على الامتناع عن الذنب ففعلت, وهذا بمساعدة من مضاد الاكتئاب, لكن هذا ليس كافيا, فإذا هربت من الاستمناء, وقعت في الاحتلام, وإثر هذا أصاب بإفراط في النوم 19 ساعة على الأقل, مما يجعلني أبقى ساهرا طوال الليل، حتى الصلاة حرمت من أدائها في أوقاتها, فعندما أنهض بمجرد مرور الساعة الأولى أكتئب, وتتغير تصرفاتي, وأفكاري, وأغضب لأتفه الأسباب, وأصاب بفرط الإيحاء على الملامح, ويتبدل وجهي, وأحس بالإعياء مما يصعب علي ممارسة أي نشاط بدني, وهذا كله يحطم من معنوياتي, وأفشل, لكن هناك شيئا يعدني ويعلمني أن الشفاء قادم بإذن الله, لأني رأيت في رؤيا أنني لابس لباس الإحرام, والناس واقفة أمام شباك من الحديد, وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم من وراء الشباك, وأنا رافع يدي, وأبكي, وأدعو الله أن يشفيني, وبعدها وفي هذه السنة رأيت في رؤيا, وكانت كأنها حقيقة, بأنه قال لي: أنا النبي طه, وهو يلبس قميصا, وأشار إلي بسبابته, وقال لي: إذا أردت أن تشفى خذ الدواء, ومارس الرياضة, فهل يمكن أن أشفى تماما, وبصفة نهائية من المرض؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الحمد لله أنك قد استوعبت تماماً مضار الانحرافات, مثل مشاهدة الأفلام الإباحية, وكذلك ممارسة العادة السرية، وأقول لك إنك قد أفلحت بأنك أخرجت نفسك من الدهاليز المظلمة.

الذي ألاحظ الآن من خلال ما أوردته في رسالتك أنه ربما يكون لديك درجة بسيطة جداً من القلق الوسواسي، لا يوجد حقيقة اكتئاب بمعنى الاكتئاب, ونصيحتي لك هو أن تكون لك نظرة إيجابية حول مقدراتك, وإمكانياتك, ومثل أي شاب في هذا العمر يجب أن تكون لك أهداف, وإرادة, وتضع المعينات التي توصلك إلى أهدافك بإذن الله تعالى, وأنا أعتقد أن وجود العمل مهم جداً, ويجب أن تبحث عن عمل، لأن العمل يطور من مهارات الإنسان بدرجة كبيرة.

ممارسة الرياضة لاشك أنها مفيدة, فأرجو أن تسير على هذا المنوال، ومن الجميل أنك متفائل كما ورد في رسالتك, وما أوردته من أحلام ورؤى فسوف أترك هذا الجانب ليعلق عليه أحد المشايخ, وهم أقدر مني في هذا، لكن بصفة عامة التفاؤل جيد, والتفاؤل مفيد، وتفاؤلك هو تفاؤل واقعي, وأنا أعتقد أنك بالفعل في حاجة إلى الدواء، والدواء يزيل عنك القلق, ويزيل عنك الوساوس, ويزيل عنك الاكتئاب، لم يوجد اكتئاب حقيقي, ولكن هناك شيء من عسر المزاج البسيط.

الدواء الأفضل في حالتك هو عقار (بروزاك) ( Prozac), والاسم العلمي هو (فلوكستين) Fluoxetine), وأنت محتاج له بجرعة كبسولة واحدة في اليوم, وقوة الكبسولة هو 20 مليجراما، أرجو أن تتناوله بعد الأكل, واستمر عليه لمدة ستة أشهر, بعد ذلك اجعلها كبسولة يوما بعد يوم، لمدة شهر, ثم توقف عن تناول العلاج، أنا متفائل جداً أن هذا الدواء سوف يفيدك كثيراً بإذن الله تعالى, وذلك بجانب الأنشطة الأخرى، والتفكير الإيجابي, وإدارة الوقت بصورة جيدة، والبحث عن عمل, وبالطبع الابتعاد القاطع عن ممارسة العادة السرية, وما يصاحبها من انحرافات تسيطر على فكر الإنسان في كثير من الأحيان.

أسأل الله لك العافية, والشفاء، وإن شاء الله تعالى أنت في طريقك إلى التعافي.

وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن أضرار هذه العادة السيئة (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312) ففيها خير كثير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً